كلما اشتد الكرب فابدأ الضرب.بقلم:حنان الشيمي

0

كلما اشتد الكرب فابدأ الضرب.

بقلم:حنان الشيمي

 

كانت حكمة الكبار؛
كلما اشتد الكرب فابدأ الضرب.
رأيت أمي وعمتي وجارتهن ثم صديقتي ورفيقتي وصاحبتهن،

كلما ازداد عليهن أمر ما وباتت الطرق لحله مسدودة أنهكوا أجسادهن حتى يهربن من الواقع.
يشغلن تفكيرهن في التنظيف والترتيب.

يقلبن البيوت رأسا على عقب ويعدن تنظيمها تلميعا وتزيينا.

كن يختبئن من الحزن يتوارين منه خلف عمل شاق وكد وجهد.
يحاربن آلام الروح بآلام الجسد

يملئن الوقت بأي عمل شاق، جلي الأرضيات،

غسيل السجاد،
مسح الجدران،
تنظيف المطابخ من الدهون والزيوت وغيره وغيره.

يتجاهلن مصائب كبرى؛ وينشغلن بمآس صغرى.

وقت الحزن ننظف البيت ثم نبكي وجع الأجساد ونتناسى وجع القلوب.

نهرب من خطوب ثقال ببعض التفاصيل الصغيرة المؤلمة.

حكمة واقع قد لا تكون صائبة
لكنها تجربة مجربة وصاحبتكم مدربة عليها.

أصبحت مثلهن واكتشفت أنها نقطة انطلاقة وبداية جديدة؛

تلك التي تجعلنا نفتح صفحة جديدة نكتب فيها ما نشاء
نخط بأيدينا ما نريد.

اليوم سنجعل الدار تبرق ولننس كل ما حدث بالأمس.

في لحظات ضعفنا نكتب أننا أقوياء نستطيع هدم البيت وبناؤه مرة أخرى.

في أوقات هشاشتنا لا نبك بل نغسل الصحون ونمسح الغبار ونلمع الأرضيات.

نبهر الجميع بصمودنا وأننا إذا اشتدت علينا الكروب؛

لم نلجأ للوحدة والعزلة

بل صرخنا في وجه الحياة؛
أنَّا قادرون على اجتياز الصعاب ومحاربة المخاطر

ولو بمقشة صغيرة وجاروف.

Leave A Reply

Your email address will not be published.