المرأة الصالحة نعمة بقلم:حنان الشيمي

0

المرأة الصالحة نعمة

بقلم:حنان الشيمي

 

“نرجس” رفيقة طفولتي الهادئة الوديعة ..تزوجت صغيرة السن.

زوجها الذي عاش سبع سنوات معها لم ير منها سوءا قط، كانت رقيقة لطيفة متفائلة
لديها القدرة على تحويل أصعب المواقف بؤسا إلى مزحة خفيفة الظل.

“اليوم مر عشر سنوات على طلاقي منها”..
بدأ حديثه مع صديقه بتلك العبارة وهو متأثر جدًا.

هي التي لم تعاتبه يوما على شئ فعله ولم تلمه على شئ لم يفعله.
تأخذ الحياة على محمل سهل .

حتى حينما طلب منها أن يتركها اخذت الأمور ببساطة.

توقع أن تصرخ ..أن تبكي ..أن تركل الأرض وربما سددت له بعض اللكمات في عينه.
كيف يطلقها هكذا بعد عشرة العمر ؟؟
كيف هانت عليه؟؟

لكنها بكل سهولة قالت له :
إن بعتني فلن أشتريك ولو بدمعة واحدة فأنا أستحق رجلا أملأ عينه وقلبه وحياته.
تركته ولم تلتفت

أما هو فكان يبرر للجميع
عائلته، أصدقاؤه، زملاؤه في العمل

اكتشف أن الجميع يحبها أكثر منه

أدرك أنهم يرونها بعين غير التي كان يراها بها
كان يراها امرأة مملة رتيبة تسير حياته معها على وتيرة واحدة

صاح فيهم جميعا:
لقد مللت ..فقدت الشغف
ما أنام فيه أصحو عليه
لا جديد في حياتي

أتدركون كم هو قاس أن تعرف ما يدور بعقل امرأتك تعرف ما ستقول وماذا ستفعل
تعلم كيف ستتصرف وبماذا ستتكلم وعن أي شئ ستتحدث من قبل أن تتفوه بحرف واحد
تعرف تعقيبها وردة فعلها على كل الأمور

حياتك معها عادية لا مغامرة فيها ولا تحدي
مطيعة حد الضجر
هادئة حد الملل.

أغلق صديقه الهاتف ولم يعقب

 

فهذه محادثة يومية يتلوها على أذنه كل صباح

بعد أن أهدر عشر سنوات من عمره تزوج فيهن عدة مرات وخطب عشرات المرات وفي كل مرة كان يبحث عن ظل زوجته الأولى ولا يجده .

🌺🌺🌺🌺
أن تكون في نعمة ولا تقدرها حق قدرها فقط لأنها أصبحت عادية فأنت وحدك من تدفع الثمن
الاعتياد والرتابة والملل الذي ضجرت منه نعمة تستحق الشكر آناء الليل وأطراف النهار.

المرأة الصالحة نعمة تستوجب الشكر والحمد

أما ما تبحث عنه مع شيطانك من اغواء وإغراء فهو ما زينه لك وجعلك تهدم بيتك لتلهث وراء سراب اسمه ….الشغف…

(استَوْصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عَوانٌ في أيديكُم أخذتموهنَّ بأمانةِ اللهِ واستحللْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ).

Leave A Reply

Your email address will not be published.