كُلنَّا فُزَاعَات نُخِيفُ أنْفُسَنَا…
بقلم/عبد اللطيف رعري
أعُدُّ فَشَلِي بِالألْفِ
أعُدُّ سَنَواتَ الهَجْرِ والدَّمارِ
أعُدُّ القَصْفَ والحِصَارِ
أعُدُّ دَمْعِي وَالمطَر زُلَال مِنَ القَلْبِ …
حتَّى المصَبِّ..
أليْسَ هذَا عَار …؟
رَغْمَ ضُعْفِي فِي الجَبْرِياتِ….
نَابِغٌ فِي الجهْرِياتِ يَاتْ يَاتْ يَاتْ…!
أفْشَلُ كَمَا لا يَفْشَلُ الآخَرُونَ
فَأحَارُ مِنْ وَقْفَتِي علَى نِصْفِ قدَمٍ،
لاَ أثِقُ فْي عُكَازَةٍ يَجْرِي بِوَسَطِهَا دُخَان…
لاَ أتحمَّلُ امْرَأة تُلْقِي أسْمَالَ زَوْجِهَا فِي حُفْرَةِ الوَدَاعْ آعْ آعْ آعْ …!
وتنْظُرُ لِخُطَّافِ العَرَائِسِ بِرِقَّةٍ وأمَانٍ
أتُوقُ لمَسْنَدٍ مِنْ حَرِيرٍ
لأَرْعَى ذِكْرَيَاتِي فِي رَأسِ الجَبَلِ المَثْلُوجِ
وأنْفُخُ فِي قصَبتِي رُوحاً تَحْمِلُ لِي أَبِّي بُرْهةً بُرْهَتَانِ …
ولا اعْتِبَارَ للزَّمَنِ كَانَ أَحَقّ…
ولا اعْتِبَارَ للْمَكَانِ كذلكَ أشَدُّ وأوْثَقُ …
يدٌ تَسْحَبُ النَّهَارَ منْ جَوْفِ المُسْتَنْقَعِ
ويدٌ تُضَلِّلُ شُهُودَ المُسْتَنْقَعِ مِنْ نَزِيفِ الأقْرَع …
لاَ أتُوقُ لِشَهْرِ الموْتِ…
كُلنَّا فُزَاعَات نُخِيفُ أنْفُسَنَا…
بُوعُوَّاتٍ تَسْكُنُ السَّقْفَ
عَنْزَة المَقْبَرَةِ تجُرُّ سَلاسِلَ السُّجَنَاء..
خُوخُوبْلَعْ قَادِم مِنَ الصحْرَاءِ..
بعْ بَعْ بَعْ …!
يأخُذُنا الرِّيحُ أبْعَدَ مِنْ همِّنا
فَنَرْقُصُ بالقُوَّةِ ..
نُزَغْرِدُ بالقُوَّةِ..
نَصِيرُ أطْفَالاً كالأَطْفَالِ..
مَخْبُولينَ كَالمَجَانِينِ…
لِنُدَوِّنَ مِيلَادَ الحِكَايَاتِ ِفي بِسَاطٍ مَخْرُومٍ بالمَلَلِ..
سَأمُوتُ فِي شَهْرِ المَوْتِ
فمَازَالَتْ رِوَايتِي ُمُعَلَّقَة بَيْنَ الإرتجَالِ
يُحْتَمَلُ أنْ أبِيتَ مُقعَداً فِي مِنصَّةٍ مِنْ قَصَبٍ، أحْرُسُ لُصُوصَ المَتاهَةِ وأثْرَدُّ لكَلْبِي بقِيَّةَ حنْطَتِي وغُرْبَتِي تِي تِي تِي…!
يُحْتَمَلُ كَذَلكَ أنْ أسيِّجَ سَطْحَ الغَابَةِ بِقَلِيلٍ مِنَ الغَمَامِ …
وأريِّشُ الأطْيَافَ لِتَسْطَابَ لُغْزَ المَكَان ِ، أرْبِطُ خَوْفِي بِمِكْنَسَةِ العُمْرِ
أنْقُرُ الخَوَاءَ وَاءْ وَاءْ وَاءْ
وأطْرُدُ منْ فَضَائِهِ حَبَّاتِ العِطْرِ
لِي أجَلُ الرَّحِيلِ…
ِلى جَنْبِي لِتَّعَبِ الحَصِيرِ…
لا نُصْرَةَ للمَوْتِ يُبْعِدُنَا عَمَنْ نُحِبْ بْ بْ بْ بْ….