“أسعد الله مساء غزة”

"أسعد الله مساء غزة"

0

“أسعد الله مساء غزة”

بقلم/محمد أحمد محمود

 

يحل المساء على غزة وقد خلَّف النهار وراءه ذكريات مريرة من القصف والخوف والدمار.. لكن أهل غزة يستقبلون المساء ببسمة الصبر والرضا..

 

فها هو المساء يلف شوارعها وأزقتها بردائه الرمادي، فيهدأ صخب النهار ويخيم السكون.. تنطفئ أصوات القذائف والانفجارات

لتحل محلها أصوات الطفلة ترقص وتغني، والأم تهدهد طفلها، راضية بقضاء الله رضى يدهشنا جميعاُ

 

في أرض الألم والصمود، حيث يرقد البحر بين ضفافها ويغوص في أعماقها الشواطئ المنسية،

تقف غزة كلوحة فنية تحمل عبق التاريخ وعبث الزمن.

 

أسعد الله مساءكِ، أيتها المدينة الحاملة لأحلام وآلام شعب يعشق الحياة بكل جوانبها

 

في كل لحظة يتسلل الأمل من بين الأفق لينثر أشعته الذهبية على وجوه الأطفال الذين يتسابقون في شوارع الحياة،

رغم تحدياتها الصعبة. لا يفارق الأمل قلوبهم، حتى وسط همس القصف الذي يحمل قصص الصبر و المرار.

 

غزة

تلك الأرض الخصبة بالأمل، كيف ينساب في شوارعها نهرٌ من الإرادة يجتاح كل عقبة ويتخطى كل صخرة.

في وجه الظلم الواضح أمام عيون الكل؟

 

أسعد الله مساءكِ، غزة،

 بألحان الأمل ونغمات الصمود. رغم الظروف القاسية، تتألقين كنجمة في سماء الثبات،

تضيئين الطريق لمن حولكِ بلمعان العزيمة والإصرار.

 

كيف في شدة الحاجة وعمق الجراح، يتسابق الكل للكل ليضربوا الجميع المثل في كيف يكون حب الأرض؟

كيف يمضون قدمًا في عالم يحمل معه التحديات والعقبات، يبنون جسور الأمل ليصلوا إلى ضفاف الحلم؟

 

أسعد الله مساء غزة،

حيث ينبض قلبها بالحياة رغم الصعوبات، وحيث يتجسد الصمود في كل شخص يتنفس هواء تلك الأرض.

 

 يا غزة

 أنتِ الروح والحياة، ومساءكِ مليء بأمل لا ينتهي وصبر يتجدد و لا ينقطع.

 

فلنرفع  اكف الضراعة معًا لغزة،  لشعبها الصامد، لأرواح تحمل عبء الحياة بكل كرامة وشرف.

 

أسعد الله مساءكِ،

 يا قطعة الأرض الجميلة، حيث يتداخل الحزن والفرح، و يبنى الأمل جسورًا تصل بين الأمس والغد.

  

ليسعد الله مساءك يا غزة..

فالفجر لا بد أن يشرق مجدداً على أرضك الطيبة بعد كل هذا الظلام.. إنه وعد الله وحتمية النصر.

Leave A Reply

Your email address will not be published.