التي أحبها من فلسطين

 التي أحبها من فلسطين

0

 التي أحبها من فلسطين

بقلم/محمد أحمد محمود

 

 

لن أنسى ذلك اليوم الذي أرسلت فيه حبيبتي خطاباُ يدعوني للقاءها

قالت:

سوف أتجول معك و بك في خطابي هذا على كل زاوية من فلسطين، و عليك أن تتخيّر في أي المدن تريد أن نتقابل

راحت تصف مدينة تلو الأخرى

قالت:

هل تريد أن تراني في غزة الجريحة

دعني أصفها لك

ربما تتصور بأن الحزن يطبع ملامحها رغم صمود أهلها وثباتهم.. لكنها في حقيقة الأمر أبيه ترفع أنفها في السماء، مثلي تماما

غزة التي لا تهدأ ليلاً إلا ودمعة ترقرق في عينيها، تذكر من رحلوا ومن شردوا.. غزة التي مهما أوغل الظلام في شوارعها،

ستبقى شموع الأمل مضيئةً فيها، منتظرة فجراً جديداً.

أم نتقابل في القدس

  القدس؛ ما أروعه حين يتوشح بالبياض في الشتاء.. برده قارس لكنه لا يمنع المصلين من التوافد عليهِ.

أم تُراك تهفو للقاء في أريحا الخضراء 

أريحا الساحرة.. ببساتينها الوارفة وأشجار النخيل المثمر.. الهواء فيها يا حبيبي ندي بعبق الياسمين..

والماء العذب يسيل في أفلاجها كالدموع على الخدود.. أريحا التي روت التراث عن النبي موسى وأرض الميعاد..

ما أحلاها والشمس تغرب بين أحضان سهولها الخضراء.

لو سألتني لهمست في أذنيك بأن يكون اللقاء في القرية الجبلية 

خلة الزيتون في جبال القدس هناك تراها شامخة كأنها عروس مُزينة بالحُلي، بيوتها الحجرية تعانق زرقة السماء

وتتداخل مع بعضها كقطعة ذهب عشَّقوها بالألماس.. طرقاتها الضيقة معبدة بالحجارة البيضاء..

يمتزج فيها صوت نقيق الدواليب مع نباح الكلاب وصياح الديكة

بلدة فوق الجبال كأنها معلقة بين السماء والأرض.

 

و هكذا راحت تصف كل مدينة بحماس سحرني، كنت أريد أن أهمس لها قائلاُ:

كل مدن فلسطين تتلألأ بسحرها و جمالها

لكن أجملهن على الإطلاق كانت تلك الفتاة التي أحبتني

و التي أحبها

Leave A Reply

Your email address will not be published.