الأبُ شجرة عطاءَ”بقلم/ عبدالقادر خالد التومي

0

الأبُ شجرة عطاءَ”بقلم/ عبدالقادر خالد التومي

 

الأب كالشجرة في العطاء؛ فهو يمنح بلا مقابل، وكالنهر في الحب والحنان؛ دائم الحب، وهو صمام الأمان لأبنائه؛ فهو يحميهم من المخاطر التي تُحيط بهم، والأب هو: دفء الأبناء في الشتاء، وفرحهم في الربيع، وهو الذي لا يزوره النوم حتى يطمئن على أبنائه؛ بأنّ كل واحدٍ منهم قد أخذ مكانه ونام، فقلبه لا يجد لذة الراحة بعد طول التعب ومشقة الحياة إلا في راحة وبسمة أبناءه.

 

فحتى كلامه يُريح القلوب، ويُثمر الصدور؛ فهو الذي لا يتعب من سماعهم وإرشادهم، ولا يمل من دعمهم وتشجيعهم وإرشادهم، فهو الطبيب الذي يقف على مشاكلهم ومعضلات أمورهم، إذ الأبُ هو السور الذي يحميهم ويذود عنهم.

 

الأبُ كلمةً عظيمة؛ قد تكون قصيرة الطول، قليلة الأحرف، إلا أنها طويلة الأمد في العطاء، كبيرة المكانة؛ فالأبُ يقضي ساعاته الطوال في العمل، ولا يعرف الملل لكي يعود إلى بيته محملًا بالأكياس الكثيرة التي تمد أبناءه بالقوت، فلا ينقصهم بعدها شيء، فيا له من رجل عظيم وخارق! .. فحب الأب أروع الهدايا من الله، ولا يُحرم منها إلا الشقي المحروم.

 

وقد أعجبتني أبيات الشعر التي وردت عن الشاعر “باسل محمود أبو الشيخ” في حق الأب، وهي كلمات مُعبرة تلمس القلب والروح معًا، وأسمحوا لي أن أنقلها إلى حضرتكم هذه الأبيات الجميلة:

أحفظ أباك لو أبيضت ذوائبه .. فلن تعوضهُ يومًا إذا ذهبا

ما أشتد عودك إلا بإنحناءتهُ .. فكُن له سندًا إن مال وإنحدبا

وأرفق بشيبته وألزم مجالسه .. وأسمع نصيحته وأخشع له أدبا

وأخفض جناحك يا هذا بحضرته .. ولا تُعلِ صوتك أو تُظهر له عتبا

لا تشكُ من تعبٍ إن رحت تخدمه .. وهو الذي كم هوى من أجلك التعبا

أبوك ذُخرك فأحذر أن تُضيعه .. وأحفظ كلامي إذا يومًا تصير أبا

وأرفع يدك إلى مولاك وأدعُ له .. فرضٌ من الله للآباء قد وجبا

 

فالأب هو السند والقدوة لأولاده، ومهما تحدثنا عن الأب ودوره المهم في بناء شخصيتهم وتأمين الحياة الكريمة لهم، وتوفير الأمان لهم لن نوفيه حقه .. ربي أطل في عمر رجلٍ أفتخر دائمًا بكونهِ أبي.

Leave A Reply

Your email address will not be published.