“أنِّي لَا أُطَلِّقُكِ”        بقلم: أحمد جمال..

 "أنِّي لَا أُطَلِّقُكِ"        بقلم: أحمد جمال..

0

 “أنِّي لَا أُطَلِّقُكِ”        بقلم: أحمد جمال..

( كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأمّ زرعٍ؛ وغير أنِّي لَا أُطَلِّقُكِ )

رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عائشة رضي الله عنها.

أيها الناس، إن الطلاق أعظم ما يكسر المرأة، وإن كُنّ يجهلن ذلك، ويجترأن عليه جرأة الفراش على النيران.

فلما عَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من عائشة، وما يدور في خلدها، وما يشغل فكرها، وعقلها، أراد أن يطمئن قلبها، وأن يهدئ نفسها، وأن يريح بالها.

“غير أنِّي لَا أُطَلِّقُكِ “

ذلك الأمان الصادع من فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، في آذان عائشة رضي الله عنها، زوجته، وحبيبته ؛ ليقطع دابر الخوف الكأئن، الكانن، في نفس عائشة رضي الله عنها، من أن يذرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُطلقها؛ فتنكسر انكسارا لا جبران فيه.

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج، و طلق سواها من النساء، حتى أنه طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهَمّ بطلاق سودة بنت زمعة، غير أنه أمّن حبيبته عائشة رضي الله عنها. “غير أنِّي لَا أُطَلِّقُكِ

أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن المرأة خُلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسره طلاقها، فاستمتعوا بهن على عوج.

أيها الناس، إن أكبر ما تبحث عنه المرأة الصالحة بعد إيمانها بالله الأمان الدائم.

فإن المرأة إذا أمنت؛ بذلت، وأعطت، وتفانت.

وإن خافت؛ منعت، وحجبت، وتلاشت.

أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رجلا رحيما، وإن لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.

قال ابن حجر في الفتح :

وَزَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَةٍ لَهُ وَالطَّبَرَانِيِّ : قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي زَرْعٍ .

وَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ تَطْيِيبًا لَهَا وَطُمَأْنِينَةً لِقَلْبِهَا وَدَفْعًا لِإِيهَامِ عُمُومِ التَّشْبِيهِ بِجُمْلَةِ أَحْوَالِ أَبِي زَرْعٍ ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَذُمُّهُ النِّسَاءُ سِوَى ذَلِكَ ،

وَأَجَابَتْ هِيَ عَنْ ذَلِكَ جَوَابَ مِثْلِهَا فِي فَضْلِهَا وَعِلْمِهَا

انتهى من ” فتح الباري

Leave A Reply

Your email address will not be published.