ما أطيب الألسنة الحلوة ___بقلم:حنان الشيمي

0

 

ما أطيب الألسنة الحلوة___

بقلم:حنان الشيمي

 

“زينب”جارتي وضعت مولودتها الرابعة أنثى؛
ذهبت أباركها فوجدتُ حولها نسوة من أقاربها وبعض الجارات،
يتغامزن ويتلامزن عليها،

فمبارك ما وضعتي؛ لابد أن تتبعها: والعقبى لبطن تحمل ذكرا المرة القادمة!

وحمدا لله على سلامتك؛ مشفوعة بعسى حملك القادم يكون عوضا بولد!.

 

الصغيرات يحاوطن المكان كفراشات، فلا تستنكف احداهن أن تمصمص شفاها حسرة عليهن ومن زاوية فمها تقول:
“عيني عليكن زهرات بلا ساق” .
والأخرى تندب حظهن فتقول
“يا حسرة عليكن لا سند ولا وتد”.

 

وجدتني أحمد البنات وخلف البنات، وأنهن المؤنسات الغاليات.
ذكرت أمثلة كثيرة لبنات كن فخرا لعائلاتهن وذكورا كانوا هما ووصبا على أهاليهم.

وذكرتهم بقول الله تعالى:
“لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ”

 

صديقتي المقربة أصيبت باكتئاب أعقبه مرض نفسي، تتعاطى أدوية تجعلها تنام كثيرا وتأكل بشراهة.
يزداد وزنها فتكتئب أكثر، فتزداد جرعات الدواء،

وهكذا دائرة مفرغة.

يحاصرها الجميع بما زاد من وزنها، يذكرونها دوما بترهل جسدها، فتكتئب أكثر وأكثر.
قلت لها يوما بسم الله ما شاء الله لقد خس وزنك ووضح على تقاسيم جسدك.
اللمعة التي وهجت في عيونها،

حماستها وهي تشرح الأكلات الصحية التي تتناولها، والحمية الغذائية التي بدأت تتبعها،
لن أنساها أبدا

 

لا تحاول أن تقتحم جرحا يؤلم أحدهم وإن استطعت فكن يدا رحيمة تطبطب على وجعه وتداويه.

لا بأس أن تمنح أحدهم ابتسامتك وهو مقدم على اختبار شديد الصعوبة وربما كلمة تخفف عنه بها.

لا ضير أن تسعد قلب أحدهم وهو يداري خزيه أو يواري حزنه فتتلطف معه.

ما أطيب الألسنة الحلوة التي تقطر عسلا،
عسلها الله في جنات النعيم.

وما أقبح ألسنة السوء التي تقطر سما زعافا.
وقانا الله شرها وعافانا من لسعها.

Leave A Reply

Your email address will not be published.