كم تمنيت       بقلم/سعـيد إبراهيم زعلوك

كم تمنيت       بقلم/سعـيد إبراهيم زعلوك

0

كم تمنيت       بقلم/سعـيد إبراهيم زعلوك

كم تمنيت ،

أن لا تتغير روحي

ولا تسقط في الهاوية

ولا تفقد قوة البراءة التي تسكنها

ولا تشيخ أمام عوامل الزمان

وتبقى على نقائها

على فرحها

ولا تصاب بحرائق الأوغاد

كم تمنيت ،

لو أموت واقفاً على قدماي

في سبيل العدل

كم حاولت كثيراً

أن لا أفقد وهجي الأول

وتألق الصبا

ومرابع الصبا

كم تمنيت ،

أن أبقى ذاك الصبي ، البهي

الذي كان يفرح بمداعبة الفراشات فوق الزهور

ويرمح خلف عصفورة في الحقل رقيقة

ويصنع من الطين لعبته

وطائرته الورقية بيده

كم تمنيت ،

أني لم ألتق بهم

ولم أهواهم

ولم أقع أسير قلوبهم

هؤلاء الذين أورثوا قلبي الخراب

وأشعلوا فيه نار الهجر

وما تركوا معصية به إلا فعلوها

وراحوا يتباكون منه

كم تمنيت ،

لو بقيت أنا،

وبقي نفس اللحن القديم على شفتي خالدا

وبقي الناي في فمي

وقيثارتي بيدي

وحبيبتي تصغي لصوت قلبي الحبيب

كم تمنيت ،

لو ظل الربيع، بديعا بعمري

وما تساقطت أمطار الخيبة

فوق أوراق الأيام

ولا أصاب الخريف نياط قلبي

وظلت كلمة الحب على شفتي

لا تفقد بريقها

ولا تضيع من لغتي

مثلما ضاعت مني أبجدية الحب.

كم تمنيت ،

لو بقيت نائماً كل هذي السنين

وما رأيت سوى الأحلام الجميلة

والحبيبة التي تقبلني مطلع كل ليلة

وتفغو بحضني

تشاركني الهوى

كما لو كانت شهر زاد

وكنت أنا شهريار .

كم تمنيت ،

لوتوقف الوقت

وتوقفت عجلة الزمن

عند مطلع العشر أعوام

وما سبحت في هذا البؤس

ولا عشت هذا الخصام

ولا صلى قلبي

صلاة الحزن كل ليلة

ولا بكيت من فراق أحدهم

حتى شروق الشمس .

Leave A Reply

Your email address will not be published.