عناق المشاعر: بقلمي د. محمد أحمد غالب_

0

عناق المشاعر:

بقلمي د. محمد أحمد غالب_
:::::::::::::؛:::

وحين تاهت مشاعري همت إليكٍ وجداً غاليتي؛ علني أجدكِ فوحدكٍ من يجيد جمعها حين شتاتها، وفي حينها لم ألقاكٍ فأزدادت لوعتي إليكٍ شوقاً، فمضيت بلا مشاعر متوجهاً نحو الفيافي والقفار باحثاً عنكٍ متجاهلاً كل من أمر بهم فجميعهم لا يعنيني في ظل غيابكٍ عني.

 

ومن كثر ما قطعت المسافات دب التعب رويدا رويداً إلى جسدي المتهالك، حينها توجهت إلى جذع شجرة علني ارتاح واستجمع قواي، وما هي إلا لحظات فإذا بالنعاس يستهويني، وبمجرد ارتداد جفني سرحت في أحلامي فإذا بسحابةً بيضاء تأخذني وتسبح بي في سماء أمنياتك.

 

وما هي إلا لحظات حتى تبدأ لى بهاء محياكِ الوسيم يلوح لي من الأفق البعيد، وكلما أدنو منكِ أكثر يضيء حولي سناء برق ثنايا تغرك الباسم الجميل الذي يكاد شعاع ضوءه البهيج يخطف ناظري،

 

وإذا برياحُ أنفاسكِ الزكية تعصفُ بي حاملةً إليّ نسيمات عرفك الطاهر ممزوجه بطيب المسك، ونفحة الكاذى، فاستنشقت عبقها النقي، فإذا بأنفاسي الكئيبه تنتعش،

 

كما تنتعش ثمار الأرض وأغصان الشجر عندما تداعبها قطرات المطر، حينها دبت في روحي المشاعر والأحاسيس كدبيب النمل، وما هي إلا لحظات حتى استعدت قواي وعاد إليَّ رشدي.

 

وعند وصولي إلى حيث أنتٍ والشوق و اللهفة يعتصرانِ بين الحنايا والظلوع، وكذلك أنتِ اعترتكِ نفس المشاعر، حينها وقفت وكلي خجل أمام عرشكِ الممرد المرصع بالذهب على بعد عشر خطوات فقط متوجهاً إليكٍ بنظرات الشوق،

 

ولوعات السهاد، وهمسات العتاب، وسكينة الصمت، حينها أحمرُ وجهكِ حياءً و تلون بألوان الخجل، فما كان منكِ إلا أن بادرتِ بالنزول من عرشكِ ميممه وجهتكِ نحوي ومشيتكِ الهوين على استحياء بثوبكِ المطرز ذو الذيل الطويل،

وجسمكِ النحيل يتمايل كأغصان الشجر حين يداعبها نسيم السحر وخطواتكِ عليها السكينة والدلال،

وتغمركِ المودة والوجل، حينها ألتمستُ لكِ الأعذار، وصفحتُ عنكٍ وكلي حب وشوق ولوعة وشجن، وفي طرفة عين تصافحت الأيادي، وألتحمت أرواحنا، وتعانقت أجسادنا، وخيم علينا العناق الطويل وتقبيل الوجن.

 

فإذا بي أصحوا ملقيً بين أحضانكِ الدافئة بفيض من المشاعر صحيح البدن، حينها قلبت ناظري اتلمس من حولنا، لعلي أجد شخص ما يشاهدنا، ولعل قلبي يطمئن، وإذا بي أنا وأنتِ وحدنا وحولنا الشجر، حينها أطمئن قلبي وعادت الأرواح في عناق مستمر،

ومن كثر محبتي إلكٍ وشدة غيرتي توجهت بحديثي نحو تلك الشجر آمراً إياها بغض البصر، فسلام الله عليكٍ غاليتي في كل يوم قبل شروق الشمس، وحين الظهيرة، وعند السحر.

.

Leave A Reply

Your email address will not be published.