رأيته يبكي … للشاعر/الضرس مصطفى
خلف السماء الزرقاء ،
في هذا البحر اليتيم ،
خلفت الغيوم ،
أخاديد طويلة من الحزن ،
كان الهواء ،
حلوا و معطرا يداعب وجهي ،
فجأة رأيته ،
يبكي هناك ،
على جنبات الرصيف .
بدا حزنه قويا ،
لكنه كان صامتا ،
لم يشتكي ،
و لم يبوح و لو بكلمة واحدة ،
فقط الماء ،
الذي يتدفق من عينيه ،
هذا الرجل الذي يبكي ،
كما أرى ،
هذا يمسني …
لم أستطع ،
رفع عيني خجلا ،
من قطرات الأحزان
التي بللت التجاعيد ،
التي حفرتها الحياة بسخاء ،
يخفيها بظهر يده …
كان ينظر أمامه فقط ،
لكن ماذا يرى في هذا الأفق الغير المرئي ؟
هل بكى من أجل الحب ؟
هل بكى من أجل ظلم الحياة ؟
الرجل لا يبكي دون سبب …
كيف حصلت هذه الوقاحة الغبية ؟
من بين المارة ،
هناك من يبتسم ،
هناك من يسخر ،
تظاهر ،
بأن الرجل الحقيقي لا يبكي ،
نظرتي له أوحت له ،
أحبك بأفراحك و معاناتك ،
نقاط قوتك ،
نقاط ضعفك ،
أحاسيسك ،
عواطفك …
مع ذلك فأنا هنا ،
بقلب طيب ،
أواسيه ،
لا أريد سماع تنهداته
التي تفرغ عروقي من دمائي ،
و تحرق ملح دموعه قلبي في كل مرة …