حكايات من زمن فات..”حكاية نخلة” بقلم / شذى يحيي

حكابات من زمن فات..”حكاية نخلة” بقلم / شذى يحيي

جريد النخل العالى والبلح ابو السبايط.

يا جريد النخل العالى
طاطى وارمى السلام
واعمل ايدى مخدة
واسبل عينى وانام
وان عشت يا بوابة
لاعملك ديدبان .

يا نخلة طاطى جريدك شكنى سيلك ،جريد النخل طاطى لك يا هنا من راح وزارك يا نبى.يا نخلتين فى العلالى يا بلحهم دوا
ساقى النخلة له سبعين حسنة
عنده المال والنخل حمال
ربى يعطيك عمر نخلة
يبلع النخلة بسلها
فى الوش مراية وفى القفا سلاية
قاطع النخلة عمره قصير.

النخلة الجميلة شجرة المصريين المفضلة تقابلك سامقة فى كل أنحاء مصر رشيقة جميلة ملونة لا يجرؤ أحد على قطعها او لمسها كل الناس مولعين أشد الولع بثمارها البلح احمر او اصفر طازجا او مجففا عجوة او صحيحا بالسمن او بالعسل الاسود وبدون أول ما يفطر عليه صائم رمضان بلحات ثلاث على نهج السنة النبويةسيوى، ابريمى،،سكوتى، زغلول ،بنت عيشة،أمهات، سمانى،والحيانى،يطلع الطلاع بالمطلاع مربوطا بسلبة والاثنين من ليف النخل وينزل بالسباطات محملة بالبلح اللذيذ .

يقولون ان النخلة عمتهم ووصى عليها النبى البعض يقول لانها تلقح من ذكر لانثى واخرين يتبنون حكاية شعبية قديمة تقول انه عندما خلق ادم من طين تبقت قطعة من هذا الطين خلقت منها النخلة لذلك فهى عمتنا أخت آدم ابو البشرية جاءت الحكاية من فرط الحب لنبات أعجوبة لا تقتصر فوائده على ثماره بل تمتد لكل أجزائه اللحاء الخشب الجريد الخوض القلب الجمار الليف النوى حتى قنو السباطة كلها نعم أنعم الله بها على الإنسان.

والحيانى شوكنى جريده
يا طالع النخلة هات لى معاك بلحة
يا طالع النخلة شوفلى حبيبى فين.
لا هو فوق عروق ولا هو تحت عزوق

نما النخيل فى مصر منذ أكثر من عشرين الف سنة عثر على جذوع متحجرةعلى أطراف الواحات تعود للعصر الحجرى ،وكان ينمو فى مصر ثلاثة أنواع من النخيل نخيل البلح ونخيل الدوم ونوع ثالث يسمى نخل الارجون

وقد عرف المصريين استغلال مشتقات النخل فى وقت مبكر جدا
فقد عثر على مومياء من العصر الحجرى الاعلى فى ارمنت ملفوفة بحصيرة من الخوص أيضا عثر على نخلة كاملة فى مقبرة من عصر الأسرة الأولى ،وقد عثر على تمرات فى مقبرة توت عنخ امون والكثير من المقابر الأخرى كما صنع المصريين عرق البلح وهو مشروب كحولى قوى استعملوه أيضا فى التحنيط واستعملوا النوى كبخزر وكان السعف أحد رموز الإله حح اله الخلود وكان يقدم للفراعين كرمز لطول العمر والحكم أيضا المعبودة سشات الهة الحكمة كانت تصور دائما وهى تسجل الوقت على عمود من جريد النخل ومن هنا ظل النخل يرمز للعمرالطويل ،واستعمل عبر آلاف السنين فى كل مظاهر الحياة المصرية

فمن الليف صنع السلب والحبال والمقشات الصغيرة للتنظيف ومن الخوص صنعت الحصر والسلال والاطباق والمهفات والزنابيل والقفف والمقاطف ومن الجذوع صنعت اعمدة واسقف الدور وقواعدها مثل الكنيسة المعلقة بمصر القديمة وأيضا صنعت جسور صغيرة لعبور الترع كان عاديا ان يقول لك قروى عندما تسأله عن مكان ان يقول لك عدى الفلق والفلق هو فلقة جذع نخلة ، أيضا اسقف بيوت النوبة تصنع بالجريد والسعف والجذوع المحشوة بالطين ايضاالقنو الذى تنظف به الافنية كذلك الجريد والسعف استخدم لأغراض طقسية فكان يوضع فى الافراح للفأل الحسن ويحمل فى زفات الموالد لنفس السبب وايضا يوضع مع الورد فوق القبور فى المطلات ويحتفل به فى احدالسعف وشم النسيم فيغزل على هيئة تشكيلات ويصنع منه تيجان وشمعدانات ويحشى كعك العيد بالعجوة ويوضع النوى فى المرق لانضاج اللحم ويؤكل قلبه جمار مفيد للصحة ويستعمل طلع النخل كعلاج للعقم ومقو جنسى

ولا حد خالى من الهم
حتى السعف فى جريده
ما تقولش للندل يا عم
لو حتى روحك فى ايده

وفوق “قرمة” خشبية باستخدام مجردة وسكين ومطرقة وملقاط يصنع من جريد النخل الذى يترك بعد قصه من عشرة إلى عشرين يوما ليلين اثاث جميل ومتين، عملى ورخيص اضافة الى اقفاص لتحميل البضائع والخضراوات وطبالى للخبز واقفاص من نوع آخر للطيور والحمام ومطارح الخبيز وأيضا كراسى جميلة وطاولات وخزائن خفيفة وأثاث بسيط