تشكيل الوعى     كتب إميل لبيب

تشكيل الوعى     كتب إميل لبيب

0

تشكيل الوعى     كتب إميل لبيب

اقتناعنا وتشبعنا بالفكرة او المشروع وتحقيقه للنجاح بيكون سبب اننا فى بعض الأحيان بنقع فى فخ التقليل من الأفكار والمشاريع التانيه، حتى لو كانت المشاريع والأفكار دى بتاعتنا فى وقت تانى.. لكنه لم يحقق النجاح اللى يخلينا نفتخر به ونروج له زى المشروع اللى نجح وبلغة اليومين دول.. فرقع او بقى ترند

واحد من إعلانات رمضان الساعيه لجمع تبرعات لإحدى الجمعيات الخيرية ونسمع الدكتور مؤسس الجمعية وهو بيقلل من قيمه مؤلفاته مقابل قيمه مشروعه الخدمى فيقول:

” هاقابل ربنا بشوية كلام “

بالتأكيد العمل الخيري يحتاج اليه المجتمع وخصوصاً فى مجال الرعاية الصحية أحد الأضلاع الثلاثة المميزة لأى مجتمع متكافل، الصحة والتعليم والأمن.

نجاح المشروع الخدمى القائم على الدعم وتبرعات أفراد المجتمع لن يتحقق إلا من خلال وعى أفراد المجتمع بأهمية التكافل الاجتماعي.

وهنا نطرح سؤال بديهى:

كيف يتشكل الوعى سواء شخصى او مجتمعى؟

أنها الكلمه

لقد تشكل الكون بكلمة من الخالق سبحانه وتعالى، ففى البدء كانت الكلمة

الكلمة الطيبة صدقة، فمن خلال الكلمه تطيب الجروح النفسية ويهدأ الوجدان المضطرب

لا نستطيع ان ننمو بسواء ونتطور بطريقه صحية الا من خلال كلمات التشجيع والعبارات المعبرة عن الحب والقبول.

أحد التجارب التى تدل على أهمية الكلام والتواصل الإنسانى قام بها الامبراطور الرومانى فريدريك الثاني (1194 – 1250) في العصور الوسطى، أراد أن يعرف ماهى اللغة الأصلية التى كان يتحدث بها الإنسان الأول، فجهز مكان معد بأفضل الامكانيات التى قد يحتاجها الأطفال فى بداية حياتهم، وكلف أمهر المربيات بالاهتمام بهم بتوفير احتياجاتهم الجسمانية، لكن بدون ان ينطقوا امامهم او معهم بأى كلمه او ملامسات وجدانية، وحسب المصادر جمع الامبراطور اطفال مجهولى النسب لتجربته، واستمرت فترة حتى تفاجئوا ان جميع الأطفال ماتوا بسبب عدم التواصل اللفظي والجسدى الحميم معهم من طبطبه وحنو

تجربة غريبه وقد يحكم عليها البعض بقسوتها، لكن التاريخ سجلها ضمن التجارب الغريبة التى يغلب فيها الطابع العقلى والرغبة في المعرفة على الجانب الإنسانى العاطفى.

الجانب الوجدانى العاطفى هو ايضا له جانب قد يجعلنا نقبل أفعال واقوال مثل كلمة الدكتور سابق الإشارة له فى الاعلان، لمجرد حبنا له واحساسنا تجاهه بالاعجاب لما قام به من مشروع خيرى خدمى

الا ان المنطق والعقل المحايد يجعلنا نتوازن فلا نغفل أهمية ودور الكتابة والنشر فى تشكيل الوعى وتعليم المجتمع، حتى لو كان المنشور هو روايات وقصص تعطى العبر والحكم للناس قد يعجز عن تقديمها الكتب العلمية والثقافية التى لها محبيها والمقبلين عليها.

اعود وأاكد على ان اقتناعنا بالفكرة لا يعطى لنا الحق فى تقليل الأفكار الأخرى

Leave A Reply

Your email address will not be published.