العلاقات العاطفية مع الشخصية النرجسية اعداد عادل محمد حسين

0

العلاقات العاطفية مع الشخصية النرجسية اعداد عادل محمد حسين

 

هناك خلط بين الشخص النرجسي والشخص المغرور
فبرغم إشتراكهم في الأنانية وحب الذات والإعجاب الدائم بأنفسهم
إلا أن الشخص المغرور صفاته اكثر وضوحاً،

وفي الأغلب يكون مكروه بين المحيطين به
أما “الشخص النرجسي” ،
فهو غير واضح حتى لأهله وأقرب الناس له، غير واضح حتى لنفسه
وفي الأغلب يكون محبوب في دائرته لشدة ذكائه الاجتماعي الحاد وحسه الفكاهي اللافت ومهاراته في إخفاء حقيقة صفاته.

تعريف
النرجسية مرض نفسي وعقلي
ناتج عن تعزيز الإحساس بالتميز والأهمية الزائد في الصغر
بالاضافة إلى نقص عاطفي تسبب في إضطراب نفسي في الطفولة
أدى إلى شخصية خالية من العواطف غير قادرة على تصدير أحاسيس حقيقية
كالحب , التسامح , التعاطف , الأحساس بالذنب
لذلك هم دائماً في علاقات عاطفية مستمرة متعاقبة لتعويض النواقص وتفريغها من خلال الشريك
أو دعونا نقول بشكل أكثر دقة (الضحية)
و جعله مسؤلاً بشكل مباشر وغير مباشر عن تلك النواقص.

من هو الشخص النرجسي ؟
الشخص النرجسي يجد متعة حقيقية في التفوق النفسي على ضحيته،
هؤلاء الأشخاص لديهم قدرة فائقة على إخضاع الشريك والسيطرة على شخصيته
وممارسة الإرهاب النفسيّ عليه ، بارعين في إقناع الضحية بربط حياته بهم
لما لديهم من أساليب متعددة في التلون , إخفاء الغرور , إظهار التواضع , الطيبة والاخلاق الحميدة
فهم يعرفون نقاط ضعف ضحاياهم من اللحظة الأولى و يتصرفون طبقاً لإهتمامات و ميول الضحية.

الصفات + الإنحرافات الشخصية و النفسية
الشخص النرجسي …
– تفكيره الكلي محصور فقط على ذاته و قيمته في المجتمع
– يتمتع بذاكرة حديدية و مهارة في ربط القضايا ببعضها
– ينفي كل الحقائق التي لا تناسبه
– يشعر بنواقصه العاطفية مما يدفعه لعلاقات عاطفية بإستمرار
– يتقن فن التلاعب بالكلام فهو سلاحه الأول بجانب الإبتزاز العاطفي
– يسيطر تدريجيّاً على الشريك , ويجعله يتعلّق به حتى الإدمان
– لا يقبل إلا أن يكون في مركز قوة دائماً ولا يقبل النقد
– يرفض الهزيمة حتى في النقاشات الكلامية
– لا يعترف بخطأه تحت أي ظرف فهو يرى دائماً أنه على صواب
– مصاب بغيرة شديدة نابعة من حب الإمتلاك تصل لدرجة الأذى النفسي للضحية
– إذا تعرض لهزيمة في قضية حيوية بالنسبة له قد ينتج في بعض الحالات ظهور أعراض جسدية مؤقته.

أساليب السيطرة على الشريك أو (الضحية)
– النرجسي يتصرّف بإحترام كبير في دائرته يجعل الآخر ينظر إليه كشخص مثالي
– اللطف والهدايا والطاعة تكون في البدايات فقط قبل إحكام السيطرة بالكامل
– تعزيز الشعور والإحساس بالذنب لدى الشريك بشكل دائم
– يستعمل كل الوسائل من أقصى الحنان إلى أقصى القسوة كي يُخضع الشريك
– يجيد بإمتياز إستعمال الكلمات الجارحة في المواقف الصعبة لإضعاف الضحية
– هدفه الرئيسي “عزل” الشريك تدريجيّاً عن علاقاته وعن العالم الخارجي
و زرع الخوف المستمر في داخله كي يحكم السيطرة عليه.
* العلاقة العاطفية ما بعد السيطرة على الشريك أو (الضحية)
– يراقب تعبيرات و تصرفات الشريك بإحكام
– تقييد حرية الشريك وجعله يفقد ثقته بذاته والتغاضي عن حقوقه ورغباته
– لا يتبنى بداخله هدف التواصل مع الشريك بل يتبنى فرض الرأي
– أي مجموعة أشخاص قريبة عاطفياً من الشريك يراهم أعداء من اللحظة الأولى
– لن يسمح للشريك بالنجاح و التفوق إلا في حدود
– لا يشعر بالذنب مطلقاً تجاه الأذى النفسي الذي يلحقه بالشريك
– الإنتقاد الدائم للشريك وإشعاره بالدونيًة وإقناعه بأن العالم المحيط يراه كذلك
– العقاب دون رحمة هو مصير الشريك لو خرج عن القوانين الموضوعة له
– إذا شعر بأنك ترى شيىء جميل في أحد غيره يعاقبك على الفور بطريقته
– التخطيط لإنهاء العلاقة يبدأ بعد تغير حال وطبيعة الشريك
– الاستعطاف وإظهار الضعف فقط عندما ينتفض الشريك ويهدد بالانسحاب قبل الميعاد المحدد لإنهاء العلاقة
– لن يترك النرجسي العلاقة قبل أن يضع خطة مٌحكمة تضمن وضع الضحية في دائرة الإحساس بالذنب دائماً وأنه المسؤول الأول عن الإنفصال وفشل العلاقة.

ردود أفعال الضحية
– الدفاع المستمر عن النفس ومحاولة إثبات الذات
– الإصابة القوية بالإحباط واليأس نتيجة الفشل في خلق بيئة متوازنة للعلاقة
– غضب وثورة نتيجة حدوث إنهيار عصبي حاد في بعض الحالات
– ضعف القدرة على إتخاذ قرار الإنفصال رغم إدراكه ما يتعرض له
– فشل حياتي كامل ناتج عن إهمال الذات داخلياً و خارجياً
– تغير كامل في السلوك و فقدان السيطرة على تصرفاته بشكل خارج عن الطبيعي و المألوف نتيجة عزله نفسياً عن العالم الخارجي طول فترة العلاقة.

بعد إنتهاء العلاقة
بالنسبة للشخص النرجسي:
– سيختفي تماماً بعد إنتهاء مهمته وتنفيذ خطته للإنفصال
– البدأ بالدخول في علاقة عاطفية جديدة في أقصر وقت ممكن
– لن يظهر في حياة الضحية مرة أخرى في المستقبل لسببين
اولاً .. النرجسي لا يربط حياته بإنسان محطم غير ناجح
ثانياً .. إدراك الضحية لحقيقة الشخص النرجسي

بالنسبة للضحية:
– إنكار كامل لإنتهاء العلاقة يستمر لفترة زمنية طويلة
– تحطيم نفسي شديد و جروح نفسية عميقة
– نوبات شديدة من الإكتئاب وفي بعض الحالات “النادرة” قد تؤدي للإنتحار
– إنتظار عودة العلاقة مرة أخرى بأي طريقة ممكنة
– فقدان الثقة بالنفس وفقدان فن التعامل مع الأغراب لفترة
– في بعض الحالات النادرة يستمر الإنعزال النفسي و إهمال الذات بعد العلاقة، تصل لحد التشرد
– بعض الحالات بعد فترة من الإكتئاب لديهم القدرة على ترميم أنفسهم
والعودة مرة أخرى لحيويتهم السابقة وإستعادة الثقة في النفس بعد الشفاء من الجروح النفسية.
العلاج

بالنسبة للشخص النرجسي:
من الصّعب شفاء الشخص النرجسي لأنه في الأساس لا يعترف بوجود مشكلة لديه،
ويحسب نفسه دائماً على حق، ويجد دائماً أعذاراً كي يُلقي التهم على الآخر.
لكنه بحاله اعترافه تكون خطه جلسات العلاج النفسي العامل الاول لمساعدته…
بالنسبة للضحية:
يتطلّب شجاعة كبيرة وتحضير نفسي وعملي لقبول فكرة الإنفصال،
ولابد من مرافقة نفسية من أجل إستعادة الثّقة بالذّات وترميم الصورة الداخلية المحطّمة وبعض الحالات قد تحتاج إلى جلسات متابعة طبية مستمرة مع

واحنا بنكتب عن وصف بعض اضطرابات الشخصية، زي الشخص الهستيري، أو النرجسي، أو بعض الاضطرابات الأخرى زي الشخص السيكوباث، أو الشخصية الإدمانية، أو حتى عن اضطراب السرقة المرضية.. بيكون فيه ف وصفنا للحالات دي كلام من نوع: أناني،، كذاب، مراوغ، متلاعب، مؤذي، إلخ إلخ
بعض القراء بيشوفوا ف الكلام دا كلام غير مناسب لمعالج نفسي إنه يستخدمه.. وحجتهم ف دا إن المريض المصاب بكدا مش هايحب يتعالج وهاينفر من العلاج لو تم وصفه بالشكل دا..

وخلونا هنا نعمل مداخلة مهمة عشان نفك فكرة مغلوطة عن مرضى اضطرابات الشخصية، وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى..

الفيصل في أي علاج نفسي هو استبصار المريض بمشكلته..
لو المريض ما يعرفش إنه مريض، مش هايتعالج..
لتحقيق الاستبصار بنلجأ للمواجهة في بعض الاضطرابات..
مثلا مريض السرقة المرضية. . والمدمن.. والشخصية الحدية، مش هايتعالج غير لما يشوف مشكلته، ويقبل توصيفها..
مش هاقول لمريض السرقة المرضية: انت بتستعير حاجات مش بتاعتك.. لأ.. ببساطة انت بتسرق.. وبتسرق بدون قدرة على منع السلوك دا.. ويبدأ علاجه بس لما يقر بوجود المشكلة، ويتحمل مسؤولية العلاج وكلفته..
المدمن جزء من مشكلته هي الإنكار، والكذب بشأن إدمانه، والمراوغة والتحوير واستغلال كل اامحيطين بيه لخدمة إدمانه.. وبدون مواجهته (اللي ممكن تبان قاسية ومنفرة للقارئ العزيز) ما بيحققش استبصار بمرضه، وما يتعالجش.. جزء من مسؤولية علاجه يكون بتقبله للمواجهة دي مهما كانت قاسية..

لكن فوق كدا، فيه مرضى ما بيحققوش الاستبصار دا حتى بمواجهتهم.. زي مرضى بعض اضطرابات الشخصية..
الشخص النرجسي مثلا، لو وقفت على راسك مش هايصدق إنه نرجسي.. مش هايقبل إنه مريض..
مرضى اضطرابات الشخصية اللي م النوع دا، اللي ما بيحققوش استبصار بمرضهم، بيفضلوا يؤذوا الناس ف علاقاتهم الشخصية.. يعني يبقى مؤذي لغيره، لشريك حياته، لأصحابه، لجيرانه، وهو مش حاسس ولا مقتنع إنه هو مصدر الأذى وسبب المشكلة.. وبيرفض العلاج بناء عليه..

فالنوع دا من الاضطرابات المؤذية للآخرين، ما بيكونش هدفنا ف الكلام عنها ووصفها وتشريحها هو علاج المضطرب نفسه.. المضطرب هنا رافض أصلا يشوف إنه مريض.. فبيكون هدفنا هو حماية الناس اللي بيتم أذيتهم بسببه.. زي ضحايا الشخص النرجسي أو ضحايا العلاقات بسيكوباث.. دول بنكشف لهم طبيعة الشخصيات المؤذية اللي بيتعاملوا معاها، وبنعلمهم طرق لحماية نفسهم من أذاها..

فالكلام اللي بيشوفه بعض القراء إنه منفر للمريض وغير لائق للاستخدام بواسطة معالج هو كلام طبيعي.. بيوصف الشخصيات المؤذية دي بوضوح لضحاياهم..
أما في بعض الحالات لو الشخصيات دي قرت الكلام دا عنها، وبمعجزة ما حصل لهم استبصار واعترفوا إن عندهم الاضطراب دا، فجزء من كلفة العلاج إنه يواجه نفسه بمشكلته، ويشوف حجم الأذى اللي سببه لغيره، ويعالجه..

 

اضطرابات الشخصية لا تعفي صاحبها من المسؤولية الأخلاقية لأفعاله.. ولا تصنع منه شخصا غير مسؤول عن سلوكه المرضي.. وأول علامات تحمله للمسؤولية إنه يبطل يخلق لنفسه الأعذار اللي تعفيه من تحمل المسؤولية.. زي العذر اللطيف بتاع: إيه دا، دا المعالج بيوصف شخصيتي إنها أنانية وكدابة.. وإذن مش هاتعالج حتى لو بأذي غيري عادي!!

 

فخ الوقوع في حب الشخصيه النرجسية!!

 

في بداية العلاقة كان كلّ شيءٍ على ما يرام. رجلٌ يتمتّع بكلّ الصّفات (قوّة شخصيّة، وثقة بالنّفس، وكاريزما ساحرة، وقدرة على التّواصل والانفتاح على الآخر، بالإضافة إلى ابتسامةٍ حارّةٍ وحسّ فُكاهةٍ لافت)، أي بكلّ ما يجعل المرأة تنجذب بقوّةٍ إليه وتقرّر أن تعيش معه قصّة حبٍّ لطالما حلمت بها. ولكن سرعان ما يتحوّل هذا الحلم الجميل تدريجيّاً إلى كابوسٍ مُرعبٍ لا نهاية له عندما يسقط قناع هذا الرّجل وتظهر شخصيّته الحقيقيّة التي يُطلَق عليها صفة «المنحرف النّرجسيّ القادر على فعل أيّ شيءٍ من أجل تحطيم الشّريك وتحويل حياته إلى جحيم.
فمَن هم أصحاب هذه الشّخصيّة؟ وما هي أبرز صفاتهم؟ وكيف يتحكّمون بالشّريك؟ وما هو العلاج وما هي الحلول؟

المنحرف النرجسي هو اضطراب عقلي٬ نسبة المصابين به هي حوالي 3% من البشر، وتشمل الجنسَين إلاّ أنّ غالبيّتهم من الرّجال (75%). يعاني المصابين من الشعور باهميتهم والاعجاب الدائم بانفسهم بسبب وبدون سبب٬ وعدم التعاطف مع الآخريين وعدم اعترافهم باخطائم٬ ففي نظرهم هم دائما على صواب. يسبب هذا الإضراب لأصحابه الكثير من المتاعب في الشؤون الحياتية عامة والعلاقات العاطفية خاصة.

هؤلاء الأشخاص لديهم قدرةٌ فائقةٌ على إخضاع الشّريك، والسّيطرة على شخصيّته وممارسة نوعٍ من الإرهاب النّفسيّ عليه. هذه الرّغبة الجامحة عند المُنحرف النّرجسيّ أو المتلاعب ناتجةٌ من طفولةٍ مضطربةٍ جعلته يظهر أهميته والإطراء الدائم على نفسه وتصرفاته ولكنه في الحقيقة يكره ذاته ويكوّن صورةً سلبيّةً جدّاً عن نفسه تدفعه إلى تحويل هذا الكره وتفريغه عند الشّريك وجعله مسؤولاً عن كلّ النّقص التي يشعر به في لاوعيه. أيْ بمعنًى آخر، يصبّ كلّ جهده كي يدفع الشّريك ثمن الفراغ والشّعور بالعبث الذي يسيطر على كيانه. والمنحرف نرجسيّاً لا يعرف الحبّ في داخله.

 

عالمه الدّاخليّ خالٍ من المشاعر والإحساس بالتّعاطف مع الآخر، ولا يشعر بالذّنب نتيجة الأذى الذي يتسبّب به للشّريك، لا بل يشعر باللّذة نتيجة ما يقترفه من دون أن يعيَ بدقّةٍ مدى الألم الذي ينتاب الآخر.

أبرز التّصرّفات والمواقف التي تشير إلى أنّ الشّخص مصابٌ بالانحراف النّرجسيّ هي:

– سعي المُنحرف نرجسيّاً في أغلب الأحيان إلى تعزيز الشّعور بالذّنب عند الشّريك، وجعله يقتنع أنّه مسؤولٌ عن كلّ المشاكل والخلل الموجود في العلاقة

– تقصّده إشعار الآخر دائماً بالدّونيّة وعدم الكفاءة والاستخفاف بصفاته الإيجابيّة، وانتقاده وإهانته من دون سببٍ والحكم عليه في سبيل إظهار تفوّقه عليه.

– قول شيءٍ وعكسه، وتغيير الرّأي باستمرار، والتّعبير بضبابيّة، وعدم السّعي إلى التّواصل بل إلى فرض رأيه على الآخر.

 

– عدم تردّده في استعمال الكذب والتّهديد المُبطّن والابتزاز العاطفيّ كي يُحافظ على مصالحه.

 

– عدم تقبّله النّقد، وقدرته على نفي كلّ الحقائق التي لا تناسبه، وتغاضيه عن حقوق الآخر وحاجاته ورغباته.

 

– قدرته على أن يمدح الآخر وأن يُقدّم له الهدايا والوعود والاعتذارات فقط كي يُحكم سيطرته على الشريك في حال انتفض الأخير أو طلب الانفصال.
– إشعار الآخر دائماً بعدم الأمان، وتقييد حريّته ويجعله يفقد ثقته بذاته.
هنا، لا بدّ من التّمييز بين شخصٍ عاديٍّ يُمكن أن يكون لديه إحدى هذه الصّفات التي تظهر في بعض الحالات، وبين المُنحرف النّرجسيّ الذي يُمارس كلّ هذه التّصرّفات بمنهج.

 

سيطرةٌ تدريجيّةٌ كليّة
إنّ المنحرف النّرجسيّ يعرف جيّداً كيف يسيطر تدريجيّاً على الشّريك، وكيف يجعله يتعلّق به حتّى الإدمان، وكيف يولّد عنده نوعاً من التّشويش الفكريّ والعاطفيّ نتيجة التّصرّفات المتناقضة التي يقوم بها، فهو من ناحيةٍ يتصرّف باحترامٍ كبيرٍ في المجتمع يجعل الآخرين ينظرون إليه كرجلٍ مثاليّ، ومن ناحيةٍ أخرى لا يتوانى عن تحجيم الشّريك وإذلاله واللّعب بمشاعره لإقناعه بأنّ كلّ ما يقوم به هو لخيره، ممّا يجعل الشّريك يقتنع بأنّه على خطأٍ ويجب أن يتقبّل كلّ ما يصدر من أحكامٍ بحقّه.

 

 

هذه التّبعيّة العاطفيّة الممتزجة مع الشّعور بالذّنب، تُعطي المُنحرف النّرجسيّ سلطةً كبيرةً على الشّريك من الصّعب التّخلّص منها. فهو يعرف جيّداً نقاط ضعف الآخر وكيفيّة التّحكّم بها، ولديه القدرة على استعمال كلّ الوسائل من أقصى الحنان إلى أقصى القسوة كي يُخضع الشّريك بالكامل. ومن آثار هذا التّحكّم عزل الشّريك تدريجيّاً عن العالم الخارجيّ وزرع الخوف المستمرّ في داخله كي يحكم السّيطرة عليه.
ومن النّاحية العلاجيّة من الصّعب شفاء المُنحرف النّرجسيّ لأنّه في الأساس لا يعترف بوجود مشكلةٍ لديه، ويحسب نفسه دائماً على حقّ، ويجد دائماً أعذاراً كي يُلقي التّهم على الآخر، وإنْ صادف وقبِل الذّهاب إلى معالجٍ نفسيٍّ فذلك كي يُمارس عليه التّلاعب نفسه ويوهمه أنّه الضّحيّة. ولذلك من النّادر أن يتجاوب مع العلاج وأن يُغيّر سلوكه.
من ناحية الأشخاص الذين يقعون ضحيّة المُنحرفين نرجسيّاً، ليس لديهم حلٌّ لإنقاذ حياتهم من هذا الكابوس سوى الانفصال عن شريكهم، لأنّهم لن يستطيعوا إصلاح العلاقة أو تغيير الشّريك، بل إنّ أيّ محاولةٍ من هذا القبيل سوف تسمح لهم بأن يزيدوا السّيطرة على شركائهم أكثر. عليهم أن يعترفوا بأنّ علاقتهم غير مبنيّةٍ على حبٍّ بل على هيمنةٍ وخضوعٍ وقد ارتضوا أن يكونوا الضّحيّة.
إنّ انفصالهم يتطلّب شجاعةً كبيرةً وتحضيراً نفسيّاً وعمليا لهذه الخطوة لأنّ هؤلاء الأشخاص المرضى حاضرون بالمرصاد لمنع أيّ محاولةٍ للخروج من العلاقة 

إذا نجحت خطوة الافصال، تبدأ بعدها رحلة الشّفاء الدّاخليّ من كلّ الآثار والجروح النّفسيّة التي تسبّبت بها هذه العلاقة. في هذه المرحلة لا بدّ من مرافقةٍ نفسيّةٍ من أجل استعادة الثّقة بالذّات وترميم الصّورة الدّاخليّة المحطّمة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.