رؤية الحدث وتفسيره

رؤية الحدث وتفسيره

0

رؤية الحدث وتفسيره

كتب/إميل لبيب

 

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى واقعه لأحد الاطباء المشاهير يقبل يد رجل أعمال، ليس من حقى التعليق على الواقعه فلدى كل شخص المبررات والحجج الكافيه ليبرر بها سلوكياته التى له الحق والحرية فى القيام بها طالما لم يؤذى او يضر احد بها.

ما اكتبه ليس له علاقه بالواقعه التى حدثت لكن علاقته بردود الأفعال المتباينه بين ناقد، ومدافع

 

نفس الصورة، نفس المشهد

وكل واحد بيفسره حسب رؤيته له، نحن لا نرى باعيننا المسئوله عن نقل مايحدث ويتم حولنا، فالعين بمثابة النافذه التى يطل بها المخ على مايحيط بالجسم، نحن نرى من خلال مراكز الرؤية بالمخ، ونفسر ما نراه من خلال مركز التفكير المنطقى المتأثر بما سجلته مراكز الذاكرة العامله، والذاكرة الدائمه بالمخ

لذا يدور حولنا ويحدث بالفعل قد يختلف عما يصل إلى المخ من صور واقوال يتم تفسيرها وتأويلها بناء على مخ كل فرد

 

وبناء على ماسبق تتأثر الرؤية وتفسير الحدث بعده عوامل:

– الحالة المزاجية، سيطرة المشاعر على السلوك وعدم اعمال المنطق يجعلنى نفسر مانراه حسب الحالة المسيطرة علينا فرد فعل فالغاضب غير رد فعل الفرحان غير الحزين ورد فعل الخائف مختلف عن المفاجئ

 

– الحالة الوجدانية تجاه الموقف والمشتركين فى الحدث، أصحاب الفرح غير المدعوين، فالحب والكره، الغيره والحسد تجعل رد الفعل مختلف

– درجة النضج والوعى تجعل هناك تروى وعدم تسرع فى اصدار الأحكام او الدفاعات غير الناضجة، كما أن رد فعل وسلوك غير الناضج يكون فى بعض الأحيان غير متوقع او محسوب

 

– رصيد العلاقات وتاريخ المعاملة بين الأفراد، فالمواقف السابقه تصنع من الود ما يجعل هناك تغاضى عن بعض الأفعال والتروى فى ردود الأفعال المترتبه على فعل الشخص المحبوب او المقبول، والعكس صحيح، فالعلاقات المحتدمه الملتهبة تنتظر مجرد لافته صغيرة تكون بمثابة ضغطه الزناد لتطلق رصاص الكلام والأفعال

 

– المصلحة، وفى بوتقه المصلحة تنصهر كل معوقات وتذوب كل القيم والمثل والاعراف، والتاريخ له سجلات كتبت بدماء ودموع ضحايا المصالح المشتركة، فلا نستغرب ان يكون عدو الأمس هو صديق اليوم، والصديق الأقرب هو العدو اللدود بناء على تضارب المصالح

– الجهل وعدم أعمال العقل المرتبط بحالة السذاجه الفكرية التى تجعل صاحبها مطيه لكل صاحب خطاب او كاريزما شخصية يستطيع التأثير بها على مستمعيه.

 

– الرغبه فى السير فى حشد وظل أى شخص صاحب لقب او زى رسمى، فهذه المؤهلات تسمح له بتحريك وتحشيد أصحاب العقل الفارغه، فمازال البعض منا لا يستطيع التفرقه بين مقتضايات الوظيفة وشخصية الموظف، فيجلونه طالما شغل منصب او جلس على كرسى

كما أوضحت للجميع حرية السلوك كما يرغب ويريد طالما لا يؤذى احد، ولسنا قضاه نحكم على الغير، وان حكمنا على أنفسنا ما كان احد يحكم علينا.

مازالنا نتعلم ونتدرب نعيش الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.