الزمن…كيف نتمثله ؟.وكيف يبوح لنا بأسراره…!! بقلم أ. محمد توفيق

الزمن...كيف نتمثله ؟.وكيف يبوح لنا بأسراره...!! بقلم أ. محمد توفيق

0

الزمن…كيف نتمثله؟.وكيف يبوح لنا بأسراره…!! بقلم أ. محمد توفيق

 

في احدي ابداعات الأديب” مارسيل بروست” حاول ان يجعلنا نمسك بخيط يمكننا من التحكم في الزمن وكيفية تثبيته بالتذكر، أوعن طريق ما نقدمه من اعمال ترتبط به…وهذا أمر يجعلنا نحنط الزمن دون التحكم فيه، فالحقيقة أن الزمن هو التحكم فينا…جارفا ايانا كنهر هادر لا يعطي الفرصة لتياره ان يعود الى الوراء…وبالتالي لا يعطي الفرصة للغرقى كي يستعيدوا انفاسهم…وهنا يحق لنا ان نتساءل: ما علاقتنا بالزمن؟ وماذا فعلنا به؟ وماذا فعل فينا؟ اسئلة تجعلنا نتوجس خؤفة من انجراف تربة الزمن بنا فنقضي بين طبقاتها دون ان يكون لنا صوت مؤثر أو صدى يذكر ، والظاهر اننا جادون في هدر الزمن ، فقد حولنا كل مستجد وطريف في عالم اليوم الى اسلحة نستعملها ضد وجودنا الحضاري الذي ندفنه في مقبرة الزمن….وكم من أمم عاشت وبادت بأسباب مخالفة لما نعيشه اليوم وبقي زمنها مجمدا في ثلاجة التاريخ اما نحن فهناك من يحاول ان يذيب ذلك الثلج بقصد تحديث ماورى تحته بقصد ان نعثر على ما يعطينا ولو صورة لما مضى….لنتمعن في زمننا الذي نعيشه على وتيرة سريعة تطبع حياتنا ويرجع ذلك الى طفرات مستجدة بأطراد…فيمر بنا نهر الزمن دون ان نحس به ونهدره امام شاشات الحواسيب والهواتف دون ان نعي….والمدقق في الأمر يجد ان كل المخلوقات عابرة…وذاهبة الى مصائرها….وما نحن ابناء الجنس البشري سوى صنف من مخلوقات العليم..الحكيم!!المفترض أن نستوعب دروس الزمن، فالزمن – حقيقة- اول مادة خام يجب استثمارها ونبه اليها الفيلسوف” سير فانتيس” فقال :” يجب اعطاء وقت للوقت..ذلك لأن الزمن هو رأس المال الأغلى والأهم الذي يمكن ان نستثمره”..ولكننا نرى بعين المدقق عكس ذلك تماما خاصة مع تزايد المد الأفتراضي وتناميه الذي سلب العقول ، وتحول الزمن بقيمته وأهميته سلعة بخسة تباع وتشترى دون تقدير للعواقب التي تنتظرنا…فقد اصبح الزمن يتسرب بين اصابعنا ونحن مستغرقون في تدوين التعليقات والتغريدات على شبكات ااتواصل الأجتماعى، بينما تتسابق الأمم المتقدمة والشعوب الواعية لأغتنام الدقائق والثواني مع اننا نتشدق ببيت من الشعر ضارب في القدم قال الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له…أن الحياة دقائق وثواني وقال اخر: الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعق……والأمثلة كثير ولكنها لا تطبق….. ارى انناصرنا عبيدا للشاشات كبرت او صغرت..والحقيقة اننا اصبحنا نبدو كحشرات ضعيفة لا حول لها ولا قوة عالقة في الشبكة العنكبوتية التي تمتص يوما بعد يوم أيامنا…وشبابنا….وهممنا….حتى طموحاتنا واحلامنا….ويبرزلنا سؤال هام متى سنستفيق من سبات هذا الأدمان الخبيث وننفض عنا غبار الغفلة؟ حتما سيتحقق ذلك حين ندرك أهمية الزمن….

Leave A Reply

Your email address will not be published.