“وهم البدايات”       .بقلم/ مريم عبد الجواد

"وهم البدايات"       .بقلم/ مريم عبد الجواد

0

“وهم البدايات”       .بقلم/ مريم عبد الجواد

لطالما أسرتنا البدايات بجاذبية سحرها الّذي لا يقاوم، انّها تدعونا دعوة صريحة لنخوضها.. تملأ أعيننا انبهارًا واهمًا فننساق نحوها مجرّدين إلّا من

الاحلام و عذريّتها السّاذجة، تأخذنا على أجنحة اللّهفة سالبة عقولنا بعذوبة التّجربة الأولى..

باستسلام محبّب نغرق بها تدريجيا في محاولة لانقاذ أنفسنا من الغرق فما يلبث أن يختفي عطرها المخدّر و نُترك لنسقط مختنقين في خضم

الأشياء و قسوتها..

هكذا تصفع كلّ بداية من يندفع نحوها مجرّدا من كلّ وعي، تصفعه بشدّة و هي تتلو على مسامعه قواعد الغوص..

..ربّما لذلك تنفرد النّهايات وحدها بالمعنى، رغم قسوتها، هي مكمن الاجابات و سيّدة الخواتم، إذا لامست أعتابها الاقدام فلا انتظار بات يؤرقنا ولا أمل..

هناك، حيث يموت الاستفهام و تولد نقطة وحيدة في قاع الصّفحة تشهد بأن لا حقيقة إلاّ النّهاية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.