نفد الصبر بقلم/ عبدالباسط الصمدي أبوأميمه
بكى الحجر و سالت بالدمع أودية
و بكت الياسمينة و أسراب اليمام
حزني يمتد من القصر إلى الأقصا
ألا و الجرح من قرطبة إلى الصين
ما أظن بأن هناك مكان أو هنالك شريانا في القلب لم يمزقه الحزن
لقد جربنا من الدهر مر و علقم
و جرعتنا طوال الليالي ألف هم
ولقد صبرنا على المر صبر وجمر
و شربنا من البحر في مد و جزر
الأماكن تذرف دمعة الحزن الأكيد
و المنازل كلها تكاد تكون سقوطا حتى الطرقات التي كانت تتزين
مع كل مرور غلفتها الرمال حزنا
ظلم غطرسة كبر و غرور هدم تهجير حصار لا أكل لاماء لا دواء
قهر حزن دمع بكل أعين و بيوت
لا مخابز لا أسواق و لا حتى وقود
هناك طفلا يذرف دمعة المقهور
و هنالك امرأة لبكائها تدق طبولا
ماعاد يلزمنا من الوقت ليلا طويلا
نفد الصبر و جفت بالقلب الأدمعا
فليلقوا كل أطنان حقدهم الدفين
لنا على الجبال فوق السحاب بيوتا
وليحشدوا كل ما يقدروا من كل باغ
فسيخرجون بوعد مالك يوم الدين
نحن الذين إذا ركبنا البحر بكرة
كانت هناك حصونا يحفها الأنهار
ونحن الذين إذا ركبنا الخيل أصيلا
كانت هنالك قلاع تلفها الأسوار
