من أحب العبادات ( جبر الخواطر )

0

من أحب العبادات ( جبر الخواطر )

 

طارق سالم

 

هذا هو عنوان خطبة الجمعة اليوم الموافق : 9/2/20249 من مسجد الجبارنة بمدينة دكرنس – لمولانا الشيخ الجليل / سعد ابو العنين

جبر الخواطر هي من أحب العبادات غلى الله سبحانه وتعالى وهي التي تسعد القلوب وتطمن أحوالها وتجعل المجتمع يعيش في أمن وأمان وسلام .

· جبر الخواطر : يجعل من المريض صحة وعافية

· جبر الخواطر : يجعل من المكسور صلابة وسعادة

· جبر الخواطر : يجعل من المهزوم انتصارا

· جبر الخواطر : يجعل من الفقير الغنى

والله سبحانه وتعالي جعل في آياته ما هو الدليل على أهمية جبر الخواطر واثرها على الفرد والمجتمع . واثرها المعنوي والنفسي على المكلوم والمهموم .

وهناك أمثلة ربانية بالقرآن تدلنا على جبر خاطر ربنا على أنبياءه وعباده المخلصين وهي علامات تدلنا على كيفية جبر الخاطر وأهميته ونتائجه .

· هناك سيدنا ايوب عليه السلام عندما مرض ومكث بمرضه ثمانية عشر عاما وصبر على مرضه صبرا تعجب له أهل السموات والأرض فعندما دعا ربه وناجاه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين أن يكشف عنه ضره وأن يجبر خاطره بالشفاء كانت نتيجته أن الله سبحانه وتعالى كشف عنه ضره . فكانت الاستجابة فورية من الله له ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) .

· وهناك خولة بنت ثعلبة التي جاءت للرسول صلى الله عليه وسلم تشتكي من زوجها يعد أن حرمها عليه حيث قال أنك محرمة عليا كظهر أمي فقالت يا رسول الله إن زوجي حرمني عليه كظهر امه وهو ابن عمي وأحبه ولي منه أولاد فإن تركهم لي متنا جوعا وإن تركتهم له ضاعوا فكان رد رسول الله عليها هو محرم عليك فسمع الله سبحانه وتعالى شكواها من فوق سبع سموات .المرأة التي سمع الله شكواها هي المرأة التي نزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة حيث نادت ربها: “اللهم إني أشكو إليك ما نزل في” فأنزل الله تعالى قوله: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ليصبح حكم الله سبحانه وتعالى في قضية خولة بنت ثعلبة وخلافها مع زوجها تشريعا سماويا وحكما يعمل به الى يوم القيامة وجاء هذا التشريع حلا لمشكلة الظهار وإرجاعا لتسرع الأزواج في خلافهما بقول قد يهدم البيوت ويشتت كيان الأسرة.

· وهناك من جبر الخواطر . عندما كان سيدنا عمر بن الخطاب يمر بالطريق فوجد رجلا مسنا وذا شيبة ومهلل في نفسه ويتسول الناس فوقف سيدنا عمر يسأله ما بك تتسول الناس فرد عليه الرجل أنني لا اقدر علي العمل ولا أملك من قوت يومي . فكان رد سيدنا عمر لقد عايشناك صغيرا وفتيا وقويا بيننا وعند الشيبة تصبح هكذا لابد أن نكرمك فأمر أن يعطيه من بيت مال المسلمين وجبر خاطره المعنوي والمادي واسعد الرجل بكلمات كانت لها فعل السحر بقلب هذا الرجل .

· فتعالوا بنا نفعل جبر الخواطر فيما بيننا وخاصة في هذه الحالة الاقتصادية الصعبة علينا جميعا ويشد بعضا بعض .

· فجبر الخاطر : ممكن بكلمة طيبة تغير الخال إلى أحسن حال .

· جبر الخاطر : ممكن أن يكون بابتسامة تغير حال الحزن إلى فرح .

· جبر الخاطر : ممكن يكون بمد يد العون للمحتاج حتى يكتفي .

· جبر الخاطر :ممكن أن يكون بالدعاء الصادق ليفرج عن المكلوم والمهموم

· جبر الخاطر : ممكن أن يكون بإطعام الطعام للفقير حتى يشبع

· جبر الخاطر: ممكن أن يكون بعمل صالح يعم على اسرتك ومجتمعك بالخير والسلام مثل اماطة الأذى عن الطريق و مثل الدعوة إلى السلام بين الأفراد

وأخيرا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجبر خاطرنا جميعا وينظر إلينا ربنا نظرة رضا وقبول فيصبح جبرنا للخاطر مشهود بالسموات والأرض وأن يمن الله علينا بنعمة الإيمان ونعمة الأمن والأمان وننعم بالسلام والنفس المطمئنة .

Leave A Reply

Your email address will not be published.