فاسألوا أهل الذكر…بقلم / ولاء فرج أسعد

فاسألوا أهل الذكر...بقلم / ولاء فرج أسعد

0
فاسألوا أهل الذكر…بقلم / ولاء فرج أسعد
من الأشياء التي قد تشرح صدري و تنير قلبي و تسرني، هي عندما أتعلم معلومة جديدة من معاني اللغة العربية في القرآن. فمن أراد إسعادي فليرسل لي معلومة جميلة تضيف لمكتبة المفردات لديّ.
فقد أرسلت لي سيدة أقدرها ڤيديو حواري يشرح معنى “متَوَفِّيك”. فمصدر هذه الكلمة هو “وفاة”. و معنى وفاة كما نعلم جميعا هو الموت. و لكن عزيزي القارئ عندما تقرأ هذه الآية. فأظن أنك سوف تغير رأيك. دعني أقرأ عليك هذه الآية أولا ثم ندقق في معناها سويًا.
قال الله تعالى : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
معنى الوفاة
من الآية السابقة نستنبط الآتي:
أن الوفاة لها معنيان؛ الأول و هو النوم أو القبض عن التصرف في الحياة بدون موت. و الثاني و هو الموت.
عند النوم، الله يتوفى الأنفس. فمن قدر لها الحياة، ترسل مرة أخرى إلى الجسد إلى أجل مسمى أي في وقت آخر حين يقدر لها الموت.
و النفس التي قدر لها الموت. فيمسكها الله و يقبضها عند انتهاء أجلها, وانقضاء مدة حياتها.
كثيرا ما قرأت عن الموت الأصغر و الموت الأكبر. فالموت الأصغر و هو النوم، و الأكبر هو انقضاء الحياة و الموت. و لكني ما ربطت قط بين المعلومتين.
و بالقياس على ذلك..
بالقياس على ذلك، فكلمة يتوفاهن في قول الله تعالى في سورة النساء “فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ” تعني انقضاء الحياة بالموت.
و أما في قوله تعالى “وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ” في سورة الأنعام، فكلمة يتوفاكم هنا تعني النوم بالليل.
و كذلك كلمة متوفيك في قول الله تعالى لعيسى بن مريم في سورة آل عمران. “إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ” و هنا متوفيك تعني القبض عن التصرف في الحياة لكن دون موت.
قد يكون للكلمة، في أي لغة على وجه الأرض، ٱكثر من معنى. و لكن قد يقوم المعنى الشائع بطمس معالم المعاني الأخرى. و لا ندرك هذا إلا حينما نضع نفس الكلمة في سياق آخر، فتنكشف المعاني الأخرى و دلالاتها.
صدق الله العظيم حين يقول في سورة الشعراء “وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ۝ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ۝ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ.
Leave A Reply

Your email address will not be published.