شئت أم أبيت.. _بقلم:حنان أبوزيد

0

شئت أم أبيت..

بقلم:حنان أبوزيد

 

شئت أم أبيت..
هناك أشياء خارجة عن إرادتك تقف أمامها عاجز،

ويكأنها جعلت لك على وجه خاص؛
لتشعرك بضعفك و قلة حيلتك،

تحزن و تغضب و تثور و لا شيء فيها يتغير،

ويكأنها جعلت من نصيبك أنت لتعلمك الأدب مع الله و كيفية حمده و شكره على ما أراد و قدر، و لتعلمك الصبر.

 

لا تستطيع أن تفعل شيء حيالها و حيال عجزك أمامها سوى الدعاء لرفعها عنك لأنك لم تعد لديك القدرة على تحملها..

لدرجة أنك تسأل نفسك:
ما ضير لو كنت خلقت كالبعض غيري بعدم حس و لامبالاة تجاه جل الأشياء المرهقة و تجاه الدنيا عموما؟

لأنك ترى بعضهم كأنهم جماد أو دمى،

لا يشعرون و لا يتأثرون و لا يحركون ساكن تجاه أي شيء..

 

ثم تعود لرشدك على الفور لتشكر الله على نعمة الشعور و الحس التي تميزك عن غيرك؛
فلولاها لكنت تشبههم ذوات القلوب المتحجرة، لأصبحت جماد أنت الأخر أو صنم.

 

حين تفقد الأمل و تمل من كل شيء تدعو الله في صمت،

و الصوت الوحيد لدعائك هو صوت أنينك و الدموع،

رغم ذلك تجد صوت خفي يحدثك و يهمس داخلك بلطف؛
هون عليك يا صاح:

لا بأس من أن تدعوا الله بقلبك، لا بأس من تلك الدموع و الصمت..

احذر من أن تيأس أو ينتابك القنوط من رحمة ربك؛
اصبر على الدنيا و بلاياها و ما تمر به فيها..

استمر في الدعاء لعله يوما يستجاب،

أو يرفع لك به الدرجات في الدنيا و يوم الحساب..

تأدب مع الله و أنت في حضرة البلاء و الألم؛
لتؤجر و تفوز، لا شيء في الدنيا يستحق حالتك تلك سوى الذنوب،

فهي سبب الحرمان من نعيم الجنة السرمدي،

اصبر و ارضى؛ فالصبر و الرضا مفتاح الجنة.

                                                                                            لطف

Leave A Reply

Your email address will not be published.