سَيِدَةُ الحافلة ” بقلم/ سارة فراس الحمّاد 

0

سَيِدَةُ الحافلة ” بقلم/ سارة فراس الحمّاد 

 

 

اليَوم في الحافلة جَلستَ إلى جانبي سيدة تَبلغُ من العُمرِ ستينَ ربيعًا على ما أَعْتَقد ،

ترتدي الأسودُ والحُزنُ ينلأُ عينيها ، تَكلمتْ في هاتِفها المَحمول ،

كانَ صوتُها عاليًا ، لم أكن أعلم لما تتكلم بصوتٍ عالٍ فدونَ فضولٍ مني سمعتُ ما قالتْ ،

هي قادِمَةٌ من عزاءِ أُختها التي لَمْ تَرَها لأَعوام ، ولأَولِ مرة تُقابل أبناءَ أُختها وكانت تَصِفِهُمْ بأَجملِ الكلام ْ ،

لَمْ أشعرْ في كَلامِها شيء سوى الحُزن حينما قالت : ” لماذا مَنَعها ما الذي كان سَيَحْصُلْ لو أنها كانت تُقابِلنا ونقابِلُ أبنائَها ” ،

عرفتُ حينها بأن زوجَ أُختها قد منَعها زيارَتُهم ، أَيقَنتُ بعدَ كُلِ يقيني الساكِنْ لماذا أَمَرَ الله بصلةِ الرّحم وبأن الأرحامَ صِلَتُهم من صِلةِ الروحِ بصحابِها ،

مهما كانت تبدو الحياة مُتكاملةً مُكتملة ستبقى هُناكَ روحٌ تبحثُ عن صاحبها تتأَلمُ عندَ الفُراقِ والفَقد تُتَرجَمُ على هيئةِ صوتٍ عالٍ مسموع ودمعةٍ لا تُفارِقُ مدمعَ العَينْ . 

 

لهذا كان صوتُ السيدة عاليًا ، فقد كانت تتألمُ لخسارِتها أُختها دونَ أن تعلم .

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.