ذهب البرد واطمئن القلب
حنان الشيمي
لأنني امرأة يتغير مزاجي برسالة رقيقة خُتمت بقلب أحمر،
أو تفقد صديقة تسألني كيف أصبحتِ.
أو ربما تعليق لطيف من احداهن تبث فيه مشاعر شكر وعرفان.
ولأنني لا أزعم أن مائدتي تضم صنوفا فخمة من أطعمة ومشروبات.
ليس لدي شيئا مميزا من مفروشات أو ديكورات أو تحف.
لا أدعي مثالية في سلوك أو التزام.
لا أزعم أني أقوم الليل كله وأختم القرآن وأتلو الأذكار بانتظام.
لكنني أسير وأقف ..أقوم وأقع
أتعثر ..أخفق..أنجح أحيانا.
العجيب اليوم في ما حدث من برودة الجو التي يبست الأبدان،
عند تلك اللحظة وددت أن
أصنع حساء ساخنا وأمر به في الطريق على كل مار أقدمه له.
أردت توزيع بعض المخبوزات الدافئة على كل غريب لا أعرفه
فترتد برودة الطقس بابتسامة أحدهم دفئا وسلاما
تفكرتُ ساعتها كيف كان حالكِ يا سمية!
وكيف تحملتي عذاب أهل مكة ووعورة حصى رمالها.
فيا لطف الله الذي نسج خيوطه حول أفئدتنا..
وكأني رأيت الله في صمودك يا بلال فصرخت معك أحد أحد.
حينها جبر المولى كسرنا
حين تمنينا جميعا أمنية غالية أن نكون في جنات النعيم حيث:
(لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا)
وهنا ذهب البرد واطمئن القلب وثبت الأجر إن شاء الله
