درج في المشرحة قصة قصيرة بقلم/ م محمود عبد الفضيل

درج في المشرحة قصة قصيرة بقلم/ م محمود عبد الفضيل

0

درج في المشرحة قصة قصيرة بقلم/  م محمود عبد الفضيل

 

كانت وفاه والدة لوزه الفتاة ذات الخامسة عشر ربيعا منعطفا خطيرا في حياتها فلم تفق بعد من صدمه اليتم حتي اتي والدها الحاج برعي بزوجه جديده صغيرة نسبيا في السن مطلقه و ليس لديها ابناء لأنها عاقر. كانت قاسيه القلب حادة الطباع بذيئة الكلام لم تمر اشهر من زواجها من برعي حتي بدات في التمرد علي حياة الفقر و معايرة برعي بعدم قدرته المالية و الجنسية لكبر سنه
وبدأت في معامله لوزة معامله قاسيه فامرتها بالقيام بجميع اعمال المنزل و الذهاب الي السوق و تنظيف الملابس وسط توبيخ واهانات لا تنتهي في ظل تجاهل و صمت من برعي حتي لا تتم اهانته من زوجته الجديدة عطيات
في وسط هذه المعاناة كان الشموتي وهو رجل شارف علي الأربعين يلقي بنظرات الرغبة و الكلام المعسول كلما مرت لوزه من أمام محله الخاص بتصليح ونفخ اطارات السيارات و الدراجات.
كانت لوزه لا تلقي بالا لكلماته المعسولة و لكن مع الوقت و كما في الامثال الزن علي الودان امر من السحر كما انها لم تسمع كلمات الاطراء و المدح الا من الشموتي في وسط اهانات و سباب من عطيات و تجاهل وتجهم من برعي
كان صغر سنها و قله خبرتها وعدم نضجها العقلي و النفسي سببا في التفكير في الامر
وبدأت في مجاراة الشموتي في النظرات و تبادل الكلمات البسيطة كلما مرت من امام المحل و هو ينفخ في الإطارات
حتي حدد معها موعد في احد الزراعات ليلا ليشرح لها ظروفه وافقت علي مضض ووافقت علي المكان و الوقت حتي يكون اللقاء في سريه تامه خاصه ان الشموتي ليس من اهل البلد بل هو مستأجر لمحل يزاول فيه عمله
في وسط الزراعات و في كوخ مبني من الطوب اللبن جلس الشموتي يسرد ظروفه للوزا موضحاً انه مطلق بدون اولاد منذ فتره طويله و حاول الارتباط مرات عديده و لكنه فشل لظروفه المادية ولكن عندما شاهدها اول مره اصابه سهم الحب و الرغبة في وقت واحد خاصه انه يعلم كل ظروفها من معامله قاسيه من زوجه ابيها و ضعف شخصيته والدها امام زوجته
وزواجه منها هو حبل النجاة لها من جحيم اسرتها. تعددت لقاءات لوزه و الشموتي داخل الكوخ هي متلهفة لسماع الغزل لتشعر بإنسانيتها اولا ثم انوثتها ثانيا حتي وثقت في الشموتي ثقه عمياء و سمحت له بمعاشرتها معاشرة الازواج
حتى اتي اليوم الذي فوجئت بان محل الشموتي مغلق و انه ترك البلد و عاد الي بلدته
اخبرها مالك المحل عن محل اقامه الشموتي وبلدته
ذهبت الي بلده و في منزله طرقت الباب فوجدت سيده ترد عليها و تخبرها انها زوجه الشموتي
وعلمت منها ان الشموتي سافر الي ليبيا للعمل هناك خاصه ان لديه اربعه ابناء في مراحل التعليم المختلفة
و عندما سالتها زوجه الشموتي عن سبب سؤالها عنه اخبرتها لوزة انها تركت دراجه منذ فتره لديه في المحل و اتت لاستلامها منه
خرجت لوزه من منزل الشموتي و توجهت الي الكوخ الذي كان يجمعهما وجلست تبكي بحرقه.
لا تدري ماذا ستتفعل بعد ان فقدت عذريتها
وهرب الشموتي من الدولة باسرها
وقد خدعها بفعلته مره و كذبه عليها بانه مطلق مره اخري و خيانته لها بالسفر الي ليببا بدون علم منها
كل الحلول متاحه الا الرجوع الي المنزل
ولكن الي اين سأذهب كان ذلك حديث لوزه لنفسها وهي تلطم خديها في ندم و حسره
نامت في الكوخ و بعد منتصف الليل احست بحركة غريبه و اصوات داخل الكوخ لقد كانت مجموعه من الشباب مدمني البانجو يتوافدون بالداخل لشرب البيرة و البانجو و ما ان لمحها احدهم حتي القي بنفسه عليها محاولا اغتصابها و لما قاومت قام باقي أصدقائه بمساعدته حتي اتم فعلته وتلاه اصدقائه الواحد تلو الاخر بلا رحمه وهي ملقاه كالذبيحة تنهش فيها الكلاب بلا رحمه او ادميه
كانت المفاجأة ان تناقل الشباب احداث الكوخ وان هناك فتاه تقيم هناك و بدات غارات الاغتصاب تنهال عليه خاصه انها ليست بكر و ليس لها من يدافع عنها
كان البعض يغتصبها و البعض يساومها بالمال والمأكل و المشرب و اللبس الجديد و السجائر
واحيانا البانجو و الحشيش
شعرت بالإلام في بطنها و كانت المفاجأة الصدمة لها ان حامل في طفل لا تعرف له اب
لم تفكر في نفسها في ذلك الوقت و لكن فكرت في مصير ذلك الطفل الذي سياتي الي الحياه بهذه الطريقة و كم سيلاقي من اهوال في ذنب لم يقترفه
قررت اسقاط الحمل و توجهت الي الكوخ و بدات في اسقاط نفسها و مع تكرار محاولاتها
توفيت وقت نزول الطفل ميتا
كل من زار الكوخ من الشباب ووجد المنظر يفر هاربا من هول المنظر
وبعد يومين بدات بعض الروائح الكريهة تظهر و تم اكتشاف الجثة من قبل الاهالي التي سلموها الي المشرحة بعد بلاغ القسم لاتخاذ باقي إجراءات الدفن
جلست في درج المشرحة ايام عديده لم يستدل عليها و لم يسأل احد عنها
حتي توجه عمده القرية الي برعي يطلب من الذهاب للمشرحة للتعرف علي جثه ابنته
ولكنه رفض تماما ذلك بعد ان علم ما حدث لها
بعز ان اصبحت قصتها حديث المصاطب و الجلسات العائلية و نميمه رواد المقاهي
قرر العمدة استلام الجثة و دفنها في مقابر الصدقة
وهو يوجه رسالته في خطبه ما قبل الجنازة
من لم يكن منكم بلا خطيئة فليلقها بحجر
وان لوزه ليست متوفيه بل قتيله للظروف و الكلاب الجائعة التي نهشت فيها بغير رحمه
فكل من تسبب في وفاتها هو قاتل
تمت

Leave A Reply

Your email address will not be published.