جد مش هزار كتب إميل لبيب

جد مش هزار كتب إميل لبيب

0

جد مش هزار كتب إميل لبيب

انتشرت بعض صور الذكاء الاصطناعي لأطفال يهربون وفى ايديهم ماقاموا بسرقته او خطفه من بالغين، البعض يراها صور مبهجة ولطيفه، لكن لو نظرنا لها من منظور آخر نراها تحمل رسائل غير مرغوب فيها وغير لائقه
الصورة تحمل من البهجة ما يجعلها محببه كنوع من المرح او الفكاهة التى تشبة ما كان او مازال يقوم به بعض البالغين، ويقول للطفل الصغير
” تف على عمو ”
السخرية فى الموضوع هو اقتران الفعل الخطأ ” التف او البصق ” باللقب الذى يعبر عن الاحترام والتقدير ” عمو ”
تخيل التشتت الذى يكون فيه الطفل وقتها واللبس الذى يكون فيه حيث يكون يعمل عقله فى اتجاهين متضادين عكس بعض
– الفعل المشين او غير الاخلاقى
– والاحترام والتقدير للفظ العم
قد يرى البعض ان فى المكتوب مغاله او تكبير لأمر مضحك ومرح يمر مرور الكبار، وقد مارسه البعض منا فى طفولته فقام ” بالتف على عمو ” او شجع وهو بالغ أحد الأطفال بالقيام بهذا الأمر وضحك التافف والمتفوف عليه والحضور ومر الموضوع مرور الكرم بدون تعقيد للأمور كما يدعى الكاتب
قد يحدث هذا
وقد لا يحدث
فهناك فروق فردية
ولا نستطيع تأصيل مفهوم او تأكيد معنى على سلوك واحد
لكن المغزى من المقال هو الإشارة للفكر التربوى الذى نربى وننشئ أبناءنا عليه
العادات والقيم والمعتقدات التى توصل وتغرس فى وجدانهم منذ الطفولة
التربية ليست بالمهمة السهلة أو الأمر الهين
التربية ليست مجرد إنجاب النسل
ولا رعايته بالصرف عليه فى متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وتدريبات رياضية، ومشتريات أخرى يتباهى بها الوالدين فى المجالس العائلية او بين أصدقائه أو زملاء العمل
التربية هى مساعدة الطفل لينمو مستقلاً عن والديه متحلياً بالسلوك المقبول مجتمعياً متوازناً بين حقوقه وواجباته، مراعياً حدوده محترماً حدود الغير
ولا يتم هذا الا من خلال غرس سلوك ينشأ عليه الطفل منذ صغره يراعي فيه الأبوين أسلوب تعاملهم معاً كزوجين، وأسلوب تعاملهم مع الطفل كمربين له على القيم، ومدربين له على مهارات الحياة ليمارس حقوقه ويحقق شخصيته ويؤكد تفرده
فإذا كان الوالدين
مفتقدين لهذه المفاهيم
أو غير واعين لها
او معترفين بها
او مدربين الطفل عليها
كيف نتوقع ان ينشأ الصغير ليصبح شخص سوى؟
ما يمارسه الوالدين فى حق الأبناء قد يكون عائق لهم فى مسيرة نموهم ويعطل تطورهم النمائى ويخفت قدراتهم ويخنق امكاناتهم الطبيعية
بعض الآباء يشبهون الدب الذى قتل صاحبه عندما أراد طرد الذبابة من على وجهه فأسقط عليه حجر سحق به راسه
فعلى سبيل المثال لا الحصر الام التى مازالت تطعم الطفل القادر على إطعام نفسه تدربه بدون ان تدرى على ان يصبح اعتمادى وعاله عليها، وتعود وتشتكى منه عندما يكبر انه لا يريد الاستذكار او الاعتماد على نفسه
أمور صغيرة الصمت عنها يؤدى إلى كوارث كبيرة، فمعظم النار من مستصغر الشرر
وما يمارسه الآباء مع الأبناء فى الصغر، يجنوا ثماره فى الكبر، وللأسف يجنيه معهم أشخاص آخرين مثل الزوجات والازواج والأبناء
فالطفل الانانى المنحصر فى ذاته غير الواعى بعيوب شخصيته هو نفسه ذلك الزوج/ الزوجة الذى لا يراعي شريك حياته وهو نفسه ذلك الوالد الذى يتخلى عن مسئولية تربية ابناؤه ورعايتهم ليعيش حياته الخاصة دون ممارسة حقيقية لدوره الابوى فى تسديد احتياجات أبناءه المعنوية والمادية
السؤال الذى يفرض نفسه علينا…
هل مجرد مجموعة من الصور الكوميدية جرتنا إلى مثل المقال الطويل…
الإجابة نعم
وأكثر من هذا
لأن الأمر يتعلق
بالغرس فى الصغر
وما يشب الطفل عليه
الموضوع جد مش هزار لارتباطه بنمط الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.