ثورة الفقراء “بقلم/ مصطفى حيدر الركابي 

0

ثورة الفقراء “بقلم/ مصطفى حيدر الركابي 

 

للشباب أماني لكن للحياة رأي آخر في ذلك الخطاب، في الرابع من أب تحديدا عام ١٩٩٧ والساعة الرابعة فجرًا ولد عراقي يسمى أمير في مدينة الناصرية جنوب العراق 

ولدت مع أمير الفرحة على اعين والديه وكانت هذه فرحتهم لربما نسيان ألى ألم فقدان اخ أمير الكبير الذي استشهد في الحرب ” العراقية – الإيرانية ” والذي من بعده لم يرزقهم الله ولد فقط أختان، هبة و ملاك 

استمرت الحياة جميلة بين أمير وعائلته في أمان وإستقرار وترعرع أمير والكُل ينظر إلى أمير في لهفة وحُب وبعدها أمير دخل المدرسة وكان من أشد الطلاب خلقا واخلاقًا والتزامًا أستمر أمير على ذلك النحو في الأبداع إلى إن وصل أمير ألى الصف الخامس الإبتدائي مرض والد أمير بمرض” السرطان “

واساءت صحته واضطر دخوله المستشفى وبعد عام من الحرب مع المرض توفي والد أمير عام “٢٠٠٩ “وهنا أمير في امتحانات السادس الإبتدائي اكمل أمير الامتحانات رغم كسران فقدان السند الوحيد له وكان متميز وحقق النجاح ولكن لم يعلم انه قد انتهت رحلته هنا!

بعد وفاة والد أمير لم يبقى إلى عائلة أمير غير ذلك الطفل “أمير ” بدأ أمير مشواره في العمل في أسواق ذي قار في مختلف الأعمال الحرة وترك الدراسة وبقي أمير الوالي إلى والدته واختاه لإكمال الدراسة وفي عام ٢٠١٤ أمير سجل في الحشد الشعبي وعندما التحق آمر الفوج عرف وضع أمير وهو الوحيد لعائلته طلب من أمير العودة إلى منزلهم لكن أمير رفض وبعد الإصرار من الجهات المعنية عاد أمير إلى ذي قار واستمر في العمل في الأسواق وكافة الأعمال الحرة وفي عام ٢٠١٦ اتصل أحد أقارب أمير من بغداد من اجل أن يأتي أمير ألى بغداد للعمل هنا في مخبز وافق أمير وذهب للعمل في بغداد وأستمر في العمل هناك ستة اشهر وفي أحد الأيام كان لامير نائم مساءً بعد نهاية عمله بقرابة السادسة مساءً قرر الذهاب إلى ساحة الحرية في بغداد والجلوس هناك ، ذهب أمير وبقي جالس هناك وهو مشتاق إلى والدته وإلى اختاه جاءت فتاة جلست إمام أمير وهي تبكي راود الفضول أمير وذهب نحوها السلام عليكم 

أجابت بصوت منخفض وعليكم السلام تفضل 

أمير اگدر أحچي وياچ شوية ؟ 

أجابت تفضل 

لماذا كل هذا الحزن والبكاء هل اصابكِ مكروه 

اجابت الموت لأبي الحقير!!!

أمير تعصب وحزن من داخله واجابها بهدوء وما الفعل؟

اجابت ابي اجبرني على ان أدخل تخصص الهندسة وأنا ارغب في القانون 

رد أمير والهندسية جميلة 

اجابت بكل تعصب اصمت اصمت أنت كما هو كل الرجال حقراء الجميع الجميع وهي تبكي 

تركها أمير وعاد إلى المخبز ولم ينم ليلًا وهوه يبكي ويرثى اباه ويقول ليتك معي يأبي فأنك جميل وكل ماتفعله معي جميل 

بعدها بشهر عاد أمير إلى ذي قار بقي هناك قرابة شهر وفي هذا الوقت أجرى زواج هبة وبعدها رجع إلى بغداد للعمل وفي ذات يوم ذهب كذلك امير إلى نفس الساحة وجلس نفس الطاولة إذ رأى الفتاة هي جالسة وتضحك مرحة آثار الفضول تصرفها 

ذهب لها أمير السلام عليكم 

اجابت اهلاً وسهلاً ايها الإيجابي 

ابتسم وقال لها أنا إيجابي؟؟

اجابت نعم منذُ أن رأيتك ذلك اليوم و ردة فعلك غيرت عندي الكثير من الآراء ووجدت نفسي في الهندسة وأبي كان يود لي الأفضل لكن كنت جاهلة الواقع ابتسمت 

ابتسم وقال لها حافظي على أبيك أنه نعمة

اجابت شكرًا لك 

ذهب أمير وإذ هي تلاحقه 

التفت لها أمير تفضلي 

اجابت عرفني عن نفسك 

قال لها أمير الذي كان اميرًا من الأمان ذي قار 

اجابت اهلا أمير وانا رقية من بغداد 

هنا بدأ التواصل بين أمير ورقية وبدأت العلاقة بينهم بالتطور وكانُ يعيشون أجمل علاقه حُب 

إلى عام ” ٢٠١٩ ” عاد أمير إلى ذي قار بسبب وضع والدته الصحية وزواج ملاك شقيقة أمير ماتسبب إلى عودته والعمل في ذي قار واستقر في ذي قار والعمل واستمر التواصل الإلكتروني بين أمير و رقية 

صباح “يوم ٢٢ شباط ٢٠٢٠ ” تكلم أمير مع والدته على موضوع رقية فرحت الأم وكان ردها بأبتسامه وفرح وفخر بولدها 

ذهب أمير متصلاً برقية واخبرها وافرحها 

واتفق إن يأتي مع والدته في مطلع الشهر المقبل وفي يوم ٢٦ شباط تواصل أمير مع رقية ونشر منشور عام على حسابه الشخصي بعنوان حبيبتي وخرج مع اصدقائة إلى ساحة الحبوبي للتظاهر والمطالبة بحقوق أبناء البلد الواحد وعاد ألا أن أمير لم يعد إلى والدته ألا (شعار {الشهيد البطل})”الشهيد أمير ” 

 

إتصل الجميع من خلال تواجد حساب رقية في آخر منشور لأمير لاخبارها إن أمير إستشهد إلا إن رقية بقيت مصرة على أنها كذبة وأمير لازال حي يرزق 

إلا بعد أن زادت الرسائل والاتصالات اتصلت رقية بجهاز أمير إلا إن كان الرد ” لا اله الا الله محمد رسول الله الشهيد السعيد أمير “

البكاء في صمت وبالداخل حزن وفقدان 

خوفا من عائلتها وحزنا على آمالها الذي سرقها الموت 

توفى أمير ……….

كم أمير قد توفي ؟ وكم رقية قد توفى قلبها ؟

وكم أم توفت هجرانا على ولدها ! 

وكم هبة وملاك فقدت سندها ؟

رحم الله شهداء العراق 

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.