ثوب جديد وقلب جديد بقلم:حنان الشيمي

0

ثوب جديد وقلب جديد

بقلم:حنان الشيمي

مُسيتم بالخير 💚
تذكرت اليوم المرأة الطيبة التي كانت تساعدني في ترتيب البيت،

كانت مبتهجة ذات مرة،

رغم أنها كثيرة العبوس ولا تضحك إلا نادرا.

حدثتني مرة عن الثوب الذي ترتديه:
إنه ثوب جديد ومقاسه مناسب جدا
تعمل قليلا ثم تعود لتقول :
قماشته ناعمه وألوانه زاهية.

تجاوبتُ معها وأنا حائرة من ذلك الثوب الذي غير مزاجها
فرأيت ابتسامة لا تفارق محياها،
وبِشرًا لا يغادر جبينها،
وسعادة تسكن حديثها،
وضحكة تنفلت من ثغرها كل قليل.

تعجبتُ أكثر من أحاديثها التي لا تنقطع عن ذلك الثوب.
فكانت ما تلبث أن تعاود الحديث عن ثوبها الساحر،
وكم هو مريح،
وأن لونه أحب الألوان إلى قلبها.

استغربتُ جدا من كلامها
ولو كنتُ لا أعرفها جيدا لقلتُ ربما تلك المرأة لم ترتدي ثوبا مثله قط.
سألتها أخيرا ما سر ذلك الثوب؟

تنهدتْ ولا زالت الابتسامة تملأ وجهها :
ابنتي الكبرى تخرجت من الجامعة والتحقت بعمل،
وهذا الثوب من أول راتب لها
لم تفكر في نفسها، ولا في جهازها، ولا في أي شئ
فكرت فقط في أمها.
وكيف أرادت أن تسعدني وتدخل السرور على قلبي.
تخيلي لقد عرفتْ مقاسي دون أن تسألني تلك الشقية.
وبدأتْ في وصلة دعاء من قلبها لابنتها،

ربما سمعتها كثيرا منها
لكن تلك المرة شاركتُها الدعاء والتأمين من كل قلبي.

أن تُسعد من حولك لهو أمر عظيم،

والأكثر عظمة أن تنسى نفسك مقابل أن تسعد قلبا احتواك، وروحا حملتك،
ونفسا ترضى منك بأقل القليل.

تذكروا من حولكم وامنحوهم شيئا يسعدهم فلا تدرون ربما غيَّر ذلك الثوب حياة أسرة كاملة.

ليس شرطا قيمة ما تقدمه ولا ثمنه كل ما يهم أن يكون صادقا من قلبك.

كتلك التي أهدتها ثوبا جديدا،
فمنحتها وجها جديدا، وقلبا جديدا.

Leave A Reply

Your email address will not be published.