تجربة نبت بقلم / حنان سيد

تجربة نبت بقلم / حنان سيد

0

تجربة نبت بقلم / حنان سيد

 

قدم الفنان باهر ابو بكر تجربة فريدة بعنوان ( نبت ) انبثقت من روح التفاعل الناتج من قانون الانبات والنمو والتوالد والتكاثر مع الحياة بقاءا واستمرار في الحياة .

وبرؤيتي للتشكيلات النحتية
وجدت مجموعة من النباتات تنوعت من حيث الأحجام والأشكال ومختلفه الألوان فضلا الي مجموعه من النبات على شكل دوائر لتحقيق الأمان والإستقرار .
وجدت الحياةوالتفاعل وقانون الطبيعه حيث الانبات والنمو والتوالد والتكاثر وطبيعه البشر والتعاقب جيل بعد جيل ومعه ينبت القيم المختلطة التى تنظمها القيم الالهية وتجيزها قوانين الانسانية وتستمر معهاالحياة فى تفاعلها كي نتعلم ونتامل ونتفحص ونقارن بيننا كبشر وبين مخلوقات الله الأخرى.

فننظر الى عنصر النبات وانبثاقه فى الكثير من الظروف ينبت تارة فى الارض الخصبه وتارة من صخرة ويشق الصخر لينبثق بفروعة وامتداد جذوره بقدرة الهية وعندما نتأمل مخلوقات الله عزوجل تبدا عملية التفاعل والمحاكاة بين تلك النبت وبين طبيعه البشر وسائر الكائنات وهنا تستوقفنا العبرة باستلهام القوة من الجذور واخذ المرونة من الساق وسريانه والخير من الثمار و الجمال من الزهور وهكذا تستمر الحياة فى تفاعلها وسريانها بدءا من طرح البذور لمجري الماء لنمو الساق وامتداد الوتد وانبثاق الورق واستمرار الحياة ودوتتخللها التفاعل بين البذور والجذور .

ومن هنا بزغت تشكيلات متنوعه الحجم والشكل ، مختلفه الهيئه و الألوان بالإضافه الي دراسه واعيه وجيده من الفنان باهر ابو بكر لقوانين الطبيعه ورصدها بعين الواعي ومن ثم تناولها بالتشكيل لنحات مبدع تحقيقا للمعادله الربانيه وقوانينها الطبيعيه وترجمتها
في منحوتات وتشكيلات جماليه توحي للمتلقي من اول وهله بأسرار القوة و الاستمرار لدورة الحياة .

قدم باهر الفكرة واستعرضها واتقن صياغتها وأعط صورة للمتلقي بالمعايشه الفعليه للعمل الفني بمجرد إلقاء النظر عليه ، والعمل لم يقتصر على عدد قليل من التشكيلات ولكنه يصور مشاهد مختلفة من صور الانبات وليس مشهداً واحداً ، وهذا ما أوجده باهر من التنوع والتعدد والإختلاف من خلال عنصر النبات .

بالاضافه الي أنه قدم نموذج لمحاكاة الطبيعة بشكل تجريدى يجمع بين جماليات مخلوقات الطبيعة للنباتات من رشاقه وليونه بين الخطوط والكتل لاضفاء تكوينات وتشكيلات جماليه مختلفه .
اعتمد باهرفي معرضه علي مفهوم التكاثر والتوالد من خلال قانون الانبات حيث نجد فى تشكيلاته الربط والمزج بين البذور والساق والجذور متحدا معا لتجسيد مفهوم الحياة والانبات لعالم ملئ بالطاقة والحيوية والمرونه والنمو والتكاثر والقوة واللين رغم النبتة، فضلا عن وجود عنصر اللون وتناوله الألوان المبهجه مما ادي الي وجود حاله من السعاده لرؤيه بصريه منبثقه من بالته لونيه صريحه ومبهجه .
وكأنه يشير لتنقل عين افتح باهر الباب أمام المناخ المتميز من الحرية والإنطلاق .

من خلال قانون الانبات في الطبيعه قدم من خلاله عملا وتشكيلا لكسر الحواجز والقيود أمام الانسان والحياه ، بتناوله للخامة الوسيطة وتكنولوجيا الألوان وأساليب المعالجة لاسطح الكتله .

وقد صاغ الفنان الفكرة حول الخامه والهواء و النبات والفراغ من خلال المرونة و القوة والانبثاق فى وقت واحد عبر أسلوب خاص فى التناول .

ومن هنا فقد قدم باهر ابو بكر تشكيلاته برؤيه معاصرة بعيداً عن معطيات المجال ، صوب فاعلية جمالية تعبيرية ، حيث شكل النبات نفسه بصورة منفردة أو مجاميع كحركة الإنسان ساكناً أو متحركاً مما حول التشكيل النحتي إلى عمل فني خارج دائرة الوظيفة الإستخدامية للمجال وانطلق بعقلية المتلقي بشكل واسع إلى الدائرة الجمالية ذات المسحه التعبيرية .

نبت عنوان لرسائل ذهنية وبصرية لتحقيق أثر فني يوحي باتخاذ
العناصر وتنظيمها داخل التكوين والعلاقات التبادلية مع تنظيم الدلالات التعبيريه والحسيه بحيث يسهم كل عنصر من العناصر مع الآخر فى
الشكل واللون والماده والمضمون والتشكيل إلي جانب التقنية لإضفاء الخاصية الجمالية ، بما ينمي عناصر الجذب والتشويق لدي المتلقي لبزوغ الشكل النحتي بايحاءات ورموز ودلالات شكليه وصيغات جديده .متلقي بهدوء من الانسحاب عبر الكتله الضخمة وخط الساق وانبثاق الجذر وهكذا دورة نبات جديدة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.