بعد الخمسين بقلم: حنان الشيمي
بعد الخمسين التهبت أناملي وعظامي
قالت طبيبتي:
إن أعضاء الجسم تحتاج لراحة بعد أن أُرهقتْ لسنينٍ طوال،
وأنكِ بحاجةٍ إلى بعض الڤيتامينات وسأكتب لك بعض الفحوص والتحليلات.
بعد الخمسين التهبت أناملي وعظامي
قالت صديقتي:
الالتهاب في قلبك يا حنان رفقا بتلك المُضغة الصغيرة التي تُحمليها فوق طاقتها حتى بكتْ واشتكتْ لكلِ جوارحك.
بعد الخمسين التهبت أناملي وعظامي
قالت أختي:
أنت تُحملين نفسكِ فوق طاقتها ولا تجعلينهم يشاركونكِ المهام،
رفقاً بنفسكِ وقسمي الأعباء حتى تستمر الحياة.
بعد الخمسين التهبت أناملي وعظامي
قالت معلمتي:
النساء مصابيح البيوت وزينتها إذا انطفأتْ أو بهتتْ أظلم البيت كله فرفقا بالقوارير
وكما قال الحبيب
استوصوا بالنساء خيرا.
بعد الخمسين التهبت أناملي وعظامي
قال زوجي:
علمتُ الآن فقط لمَ الجنة تحت أقدام الأمهات؛
مأجورات على تعبكن وسعيكن وفي ميزان حسناتكن إلى يوم الدين.
بعد الخمسين التهبت أناملي وعظامي
قلت لنفسي:
هي لله وما كان لله دام واتصل،
كل سعي لقضاء حاجة أو رعاية أهل في سفر أو درس أو مرض،
كل خطوة
كل لمسة
كل كلمة
كل نظرة
كلها خالصة لوجه الله
فاللهم تقبل وثقل بها الموازين.
