أهمية اللغة العربية في عصرنا الحديث ..

0

أهمية اللغة العربية في عصرنا الحديث ..

بقلم : عبدالقادر خالد 

تُعد اللغة العربية رمزًا لتارخينا وهويتنا وحضارتنا وثقافتنا، وهي اللغة التي ستظل مصونةً إلى يوم الساعة، وهي لغة القرآن؛ يتحدث بها أكثر من 467 مليون نسمة حول العالم، وتُسمى باللغة (الضاض) وهي أحد أشهر اللغات في العالم، وتحتل المركز الرابع من حيث اللغات الأكثر انتشارًا، والمركز الثالث تبعًا للدول التي تعترف بها كـ لغة رسمية وهُم 24 دولة حول العالم.

وأصل اللغة العربية – كما هو معلوم – من اللغات السامية، وتُعد من اللغات الآفرو-آسيوية، وتلتقي بالعبرية في أصلهما الكنعاني، حتى إن هناك من وصفهما بالشقيقتين نظرًا لأصلهما وتشابههما في بعض المزايا والجذور اللغوية، لكن هناك من قال إني لأربأ بالعربية عن كونها شقيقة للعبرية، ويكفي أن نقول إنهما ابنتا عمّ.

وتتكون اللغة العربية من 28 حرفًا مكتوبًا، ويرى بعض اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى حروف العربية، ليصبح عدد الحروف 29، تُكتب العربية من اليمين إلى اليسار – ومثلها اللغة الفارسية والعبرية على عكس كثير من اللغات العالمية – ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.

وكان أول من نطق باللغة العربية (إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام) أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من قبيلة جُرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم المكي، ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحة، والبيان، وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله (سيدنا محمد بن عبدالله ﷺ).

ومن أبرز الخصائص التي تمتاز بها اللغة العربية العلمية أنها تتقاطع اللغة العلمية مع اللغة الخاصة في العديد من الخصائص والسمات اللغوية التي تمنح اللغة علميتها ودقتها، ومن أبرز هذه الخصائص نذكر: الوضوح والبساطة والدقة والعلمية والموضوعية والاختزال والاقتصاد وأحادية الدلالة.

وبالنسبة لمشكلة بعض العائلات العربيه اليوم، الذين يعتقدون أن تعلم اللغات غير لغتهم الأم تحضر وتقدم مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية إنما هي وسيلة تواصل وليست دليل على تحضرك وتقدمك، وإنما التحضر والتقدم يكون بتمكنك من لغتك الأم.

كما تتجلى أهمية العربية في أنها المفتاح إلى الثقافة الإسلامية والعربية، ذلك أنها تتيح لمتعلمها الاطلاع على كم حضاري وفكري لأمة تربعت على عرش الدنيا عدة قرون وخلفت إرثًا حضاريًا ضخمًا في مختلف الفنون وشتى العلوم.

وتنبع أهمية العربية في أنها من أقوى الروابط والصلات بين المسلمين، ذلك أن اللغة من أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات، وقد دأبت الأمة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها ونشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم وألوانهم ومازالت، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أضحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم وثقافتهم الإسلامية، كما أننا نشهد رغبة في تعلم اللغة من غير المسلمين للتواصل مع أهل اللغة من جانب، وللتواصل مع التراث العربي والإسلامي من جهة أخرى.

إن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يًعد مجالاً خصبًا؛ لكثرة الطلب على اللغة من جانب، ولقلة الجهود المبذولة في هذا الميدان من جانب آخر، وقد سعت العديد من المؤسسات الرسمية والهيئات التعليمة إلى تقديم شيء في هذا الميدان، إلا أن الطلب على اللغة العربية لا يمكن مقارنته بالجهود المبذولة، فمهما قدّمت الجامعات في الدول العربية والمنظمات الرسمية والخاصة من جهد؛ يظل بحاجة إلى المزيد والمزيد.

وبالنسبة لمشكلة بعض العائلات العربيه اليوم، الذين يعتقدون أن تعلم اللغات غير لغتهم الأم تحضر وتقدم مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية إنما هي وسيلة تواصل وليست دليل على تحضرك وتقدمك، وإنما التحضر والتقدم يكون بتمكنك من لغتك الأم.

الخاتمة: للغة العربية أهمية قليل من يعرفها اليوم؛ فيجب أن نجعلها جزءًا أساسي في حياتنا، مثل القراءة والكتابة بقواعدها الصحيحة، كما يمكن لكل عربي تقوية لغته العربية من خلال زيادة مطالعة الكتب الإلكترونيه أو القصص أو الجرائد أو المجلات، وأن نُعلم أبنائنا وأحفادنا اللغة العربية، ويجب أن نحافظ على لغتنا العربية لأنها لغة أساسية في الحياة الاجتماعية (الإلكترونية والواقعية) ولأنها توحدنا كمجتمع واحد متكامل، وإنما بالنسبة لهذه اللغة العظيمة (اللغة العربية) التي عاشت أكثر من 1600عام، وتخطت جميع محاولات الاستعمار في اخفاء هذه اللغة؛ فيجب علينا اليوم أن نقف أمام هذا الاستعمار الإلكتروني والواقعي بين جميع الأطراف، كما يجب علينا أن نسعى جاهدين في نشر اللغة العربية، وذلك من خلالل تبيين أهمية اللغة العربية بمصطلحاتها ومعانيها ومفرداتها الزاخرة بين جميع المجتمعات العالمية.

ومن أجمل ما قيل عن سعة اللغة العربية ما قاله المستشرق الألماني كارل بروكلمان: “بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أي لغةٍ أخرى من لغات الدنيا، والمسلمون جميعًا مؤمنون بأن العربية وحدها اللسان الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم”.

Leave A Reply

Your email address will not be published.