أصحاب العقول وغيرهم ” كتب/ إميل لبيب

0

أصحاب العقول وغيرهم ” كتب/ إميل لبيب

 

عند تناول أى موضوع أو محتوى يخص الخلائق، عاقلة أو غير عاقله، لابد وان نراعى الفروق الفردية بين أى فرد من البشر، وأى مخلوق وآخر من نفس النوع من الكائنات، وبالتالى الفروق بين الأنواع وبعضها البعض.

 

يتميز الإنسان بالمخ العامل، فإمتلاكه الإمكانيات والقدرات العقلية تميزه عن باقى الكائنات، وان كان هناك بعض القرده العليا تمتلك قدرات للتفكير والتمييز، الا أن الإنسان يمتلك لديه ما يفوق من القدرات التى تجعله يستطيع التمييز بين ماهو صواب وخطأ، وما يليق أو لا يليق او مناسب لظروف وطبيعة الموقف ومع من يتعامل معهم أفراد وجماعات.

 

تتعدد الفروق وتتنوع بناء على العوامل الوراثية وتأثير البيئة المحيطة بالفرد، كما أن الخبرات الشخصية لها عامل فى اكتساب الإمكانات المؤهله للفرد ليقوم بواجبه تجاه نفسه، والمحيطين به، كنوع من التكافل بين أفراد المجتمع، فمن يملك يعطى ويمنح ليس فقط فى الماديات لكن فى الجوانب الإنسانية والوجدانية.

 

ومن الفروق الفردية بين الأفراد القدرة على الاحساس بالمشكلة، وهى من القدرات العقلية التى تمكن البعض ان يشعروا بالمشكلة قبل غيرهم، فيمتلكون ما يسمى بالنظرة المستقبلية لما هو متوقع حدوثه نتيجة قراءتهم لسير الأحداث الحالية والتى سيكون لها نتائج وتداعيات ايجابية او سلبية.

 

الإحساس بالمشكلة قدرة تتيح قراءة الواقع بشكل ناقد ليس الهدف منه الانتقاص من العمل أو التقليل من الجهد المبذول، وانما السعى للتطوير والتعديل لتلافى احتمال ظهور المشكلات عن طريق تلافى نقاط الضعف والقصور فى العمل الإنسانى، وهو شئ متوقع لقصور الإنسان نفسه وعدم كماله، فالكمال لله وحده.

 

على نقيض القدرة على الاحساس بالمشكلة، نجد هناك من تسمح لهم قدراتهم العقلية بالقبول والرضا بما هو متاح لهم، ولسان حالهم ” ليس بالامكان أبدع ماهو كائن ” أو ” كله كويس ” وأكد على فكرة أنها قدرة عقلية لا تمنح لأصحابها رؤية واضحه لما هو قد يكون واضح لنظرائهم من اصحاب الرؤية الثاقبه التى تتيح اكتشاف الاخطاء والعيوب.

 

أوكد على هذه الفكرة لازاله شبة التربح، او وجود مصلحة تجعل هؤلاء راضين وموافقين على كل ماهو معروض امامهم، وبخاصة من أصحاب السلطة والمعالى، والمناصب الدنوية والدينية.

 

رؤية هؤلاء تجعلهم يظنون أن اصحاب الرأى والتفكير الناقد، مثيرين للمشاكل، وقد يصفونهم ناقدين لمجرد النقد، والبعض منهم يغالى فيما يظن ويطالب بتجنب من يعتقدون أنهم سارقى الفرح، فهم يضربون ” كرسى فى الكلوب “.

 

يتطلب التعامل مع هؤلاء بما يتناسب مع قدراتهم العقلية وامكانياتهم التى تسمح لهم بالتمييز بين ماهو شخصى، وماهو شأن عام، وبين الرأى الذى يتناول الموضوع بموضوعيه وعقلانيه، والاسلوب العاطفى الوجدانى والرغبه فى عدم اثارة مايعكر الصفو ويثير المشاكل، انها وجهات نظر يتم تناولها بناء على الفكر والعقل، لذلك حق القول ” خاطبوا الناس على قدر عقولها “.

 

فالقدرات العقلية لو أردنا تقريب وجهة النظر لتوضيح ماهيتها تشبه اللغة، كيف نفهم لغة ما دون أن نتعلمها ونمتلك مفرداتها التى تسمح لنا بفهم مايقال بها، والرد بما هو مناسب على ماقيل.

لكل فرد عقل يعقل به، ولنا فى التاريخ عبره يا أولى الالباب

Leave A Reply

Your email address will not be published.