مذكرات مريض نفسي 2 بقلم/ آمنة بن مسعود

مذكرات مريض نفسي 2 بقلم/ آمنة بن مسعود

0

مذكرات مريض نفسي 2 بقلم/ آمنة بن مسعود

 

الليلة ليلة إكتمال القمر ، أنا أنتظره بفارغ الصبر ليغني لي حافظت على هدوء المكان و عتمته كما يريد و لم أشعل سوى شمعة لأن الظلام أصبح حالكا في غرفتي ، بقيت أنتظره لساعات لكنه لم يأتي شعرت بالحزن يمزق قلبي ظننته خلف بوعده لي لكن لا بأس ربما إنشغل قليلا فهو عادة لا يكسر بخاطري أبدا .. و في الوقت الذي كنت فيه تائهة بين أفكاري و تخيلاتي لمحت طيفا يخرج من الظلام إنه هو، كنت على يقين أنه لن يخلف بوعده فها هو أتى من أجلي ، إبتسم إبتسامة بريئة و أشار إلي أن أتبعه ، إرتديت معطفي و حذائي ومشيت خلفه إلى أن وصلنا باب المنزل طلب مني أن أغمض عيني ليفاجئني بشيء ما و عندما هممت بفتحتها وجدت نفسي أمام قصر يبدو مهجورا تحيط بيه زهوري المفضلة إنها الزنبقة السوداء حيث أن عبيرها منتشر في أرجاء المكان رأيته يسلك الدرج فتبعت خطواته ثم دلفنا إلى القصر ، المكان مظلم هنا ما عدا شمعات تضيء لنا الطريق كي لا نرتطم بشيء، فجأة أبصرت صورة معلقة في البهو يبدو أنها لعائلة كانت تسكن هذا القصر في وقت سابق، سلكنا الدرج العلوي فسبقني بخطوات ، و إذ بي أجده متسمرا أمام باب خشبي قديم لا يشبه غيره من أبواب القصر عليه نقوش غريبة بعض الشيء و مقبضه مزخرف ، فتح الباب و دخلنا الغرفة كانت شبيهة بغرفة أحلامي ، طلاء أسود اللون ، مكتبة بها العديد من الكتب القديمة ، مكتب صغير عليه شمعدان من الكريستال بعض الأوراق المتناثرة محبرة و ريشة … لوحات معلقة في أرجاء الغرفة كلوحة “عازف القيثار المسن لـ بابلو بيكاسو ” و لوحة “لعشاء الأخير ليوناردو دا فنشي” و أيضا بعض اللوحات ذي المرجعيات الغربية الغير مؤلوفة بالنسبة لي ، و في ذلك الركن آلة الهارب العتيقة و آلة الفونوغراف ، كان سقف الغرفة زجاجيا سماء سوداء مرصعة بنجوم بيضاء متوجهة ، بدر في تمام إكتماله في تلك اللحضة تذكرت لوحة الرسام الهولندي” فانست فان جوخ” لوحته المرصعة بالنجوم كان المنظر أخاذا فعلا ، و فجأة أفقت من شرودي و عدت إلي أرض الواقع تأملت أرجاء الغرفة مليا و بقيت أفكر في سبب إحضاره لي إلى هذا المكان و كيف وصلنا حتى ،فأنا لم أرى هذا القصر أبدا .. بينما كنت أتأمل اللوحات ظهر أمامي فجأة ذعرت للوهلة الأولى و تراجعت عدة خطوات للخلف .. لقد كان قلبي على الوشك القفز من ظلوعي من شدة الفزع بقيت متسمرة في مكاني إلى أن همهم ببعض الكلمات “كان وجهك مضحكا في تلك اللحضة “و لم يستطع كتمان ضحكه و في تلك الأثناء دقت عقارب الساعة مشيرة إلى أنه منتصف اليل ، عندها إنطفئت معظم الشموع التي كانت تنير الغرفة و إذ بي اسمع صوتا ملائكيا يردد لحنا، لقد بدى هذا اللحن مألوفا إنها أغنيتي المفضلة كان هو من يغني ،جلست على الكرسي الخشبي بعد أن نفضت غبار عنه، أغمضت عيني لأستمتع بهذا الصوت العذب ،صوتا لم أسمع له مثيلا من قبل، إنها تلك الدموع اللعينة مجددا لم أتمكن من التحكم فيها لمس هذا صوت شي في داخلي و لكني لم أسمح لها بإفساد اللحضة، إستسلمت إلى اللحن و لم أدري ما حصل بعد ذلك.
أصوات غريبة، زقزقة عصافير ضحكات أطفال يلعبون، فتحت عيني وجدت نفسي أرتدي ثوبا ناصع البياض نظرت حولي علّي أفهم ما يحصل ،كان هناك التوأم إلى جانب العديد من الناس الغرباء بينما كنت أتأمل وجوه الناس لمحت صديقتي روان هناك و التي كانت قد ماتت منذ سنتين بسبب مجهول و لم يتم العثور على جثتها إلى حد اللحضة ، حيث أن البعض كان يتناقل خبر أن السر وراء موتها معرفتها لأسرار لا ينبغي لها أن تعرفها أخبار عن وجود كائنات أخرى تعيش في جوف الأرض منذ ألاف السنين لذلك لم يعر الناس إهتماما لهذه القضية فهي في الأخير تعاني من إضطرابات نفسية و لا بد أنها قررت إنهاء حياتها للحد من معاناتها .. كنت ذاهبة إليها إلا أني رأيت شي مريبا أرى منزلنا حوله العديد من الناس ،أمي ترتدي ثوبا أسود و تبكي و كل أقربائي أيضا و كانت أمي تحتضن شي ، إنها صورتي…

Leave A Reply

Your email address will not be published.