ماذا لو؟        .بقلم/محمد أحمد محمود

ماذا لو؟        .بقلم/محمد أجمد محمود

0

ماذا لو؟      .بقلم/محمد أجمد محمود

تحت أضوء قمر بدا حالماُ

تراقصت ظلال الأشجار على جدران غرفتي

نسمات الهواء الباردة تسللت من نافذتي المفتوحة، حملت معها رائحة البنفسج العطرة

جلس هو على حافة السرير. عيناها البنيتان تائهتان في عمق الليل، تائهتان في عالم من الأحلام والألغاز.

 

ماذا لو؟

همس بصوته الخافت، كأنه يخاطب نفسه أو يخاطب القمر.

 

ماذا لو؟

لم تكن الحياة كما أعرفها؟

 

ماذا لو؟

كان هناك عالم آخر، عالم موازٍ يعيش فيه شخص يشبهني تمامًا؟

شخص يحمل نفس اسمي، نفس ملامحى، نفس الأحلام والآمال.

تخيل نفسه في ذلك العالم الموازي

ربما يكون طبيباَ مشهوراَ

أو مغامراً يجوب العالم

أو فناناً يترك بصمته على لوحاته

ربما وقتها أكون سعيداً، محاطاً بالأحباء، أعيش حياةً هانئةً لم أحلم بها في عالمي.

 

ابتسم ابتسامة حزينة.

كم هو مغرٍ التفكير في حياة أخرى

حياة خالية من الأوجاع

لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته، عادت عيناها إلى التساؤل.

 

ماذا لو؟

همس بها  مرة أخرى.

 

ماذا لو؟

لم يكن هذا العالم الموازي مجرد خيال؟

 

ماذا لو كان حقيقيًا؟

ماذا لو كان هناك طريقة للوصول إليه؟

أغمض هو عينيه

تمنى لو يستطيع عبور ذلك الجدار الخفي الذي يفصل بين العالمين

تمنى لو يستطيع أن يرى نفسه الأخرى

أن يعيش حياته، أن يعرف من يكون حقًا.

لكنه يعلم أن هذا مستحيل

يعلم أن عالمه هو عالمه

وأن عليها أن يقبله كما هو.

فتح عينيه، نظر إلى القمر الذي بدأ يختفي خلف الغيوم.

تنهد بعمق، ثم نهض.

 

ماذا لو؟

سأل نفسه للمرة الأخيرة.

ابتسم ابتسامة هادئة، ابتسامة تقبل واستسلام.

لا يهم ماذا لو؟

المهم هو؛ ما هو موجود الآن.”

 

مشي نحو النافذة

أغلقها برفق

عاد إلى سريره

استلقى تحت أغطيتة الدافئة

أغمض عينيه، واستسلم للنوم

وهو يحمل في قلبه حلمًا بعالم موازٍ

عالم؛ ربما لن يراه أبدًا، لكنه سيبقى يعيش في خياله

يمنحه الأمل والقوة لمواجهة عالمه الحقيقي.

Leave A Reply

Your email address will not be published.