التمس لأخيك سبعين عذرا ” بقلم / ولاء فرج أسعد 

0

التمس لأخيك سبعين عذرا ” بقلم / ولاء فرج أسعد 

 

قد تظن من قراءة العنوان إنك بصدد قراءة مقال ديني، و لكن كما تعلمون أن الدين لا ينفصل عن الحياة، و لكن هو موضوع اجتماعي بحت يثبت إبداع هذه المقولة (قول لجعفر بن محمد و ليس حديثًا شريفًا). 

 

 

نصادف في الحياة أناسًا قد يحبوننا و قد يكرهوننا، و هذه هي سنة الحياة، فالقبول و الألفة من عند الله سبحانه و تعالى، لا تستطيع معرفة سبب هذا التآلف أو هذا البغض،. و لكن ما يجعل الأمور تتعقد أكثر، هو اضطرارك للتعامل مع شخص لا تقبله نفسيًا أو تكرهه بالفعل.

 

هناك أشخاص تختصر الطريق ولا تتعامل إطلاقًا و تعتزل ما يؤذيها، و لا يمكننا أن نلوم عليهم. و هناك شخص آخر يجبر نفسه على التعامل و يغضب و يثور إذا حدثت مشكلات و صدام. و يبقى نوعان آخران يقومان بالمواجهة و لكن بنيات مختلفة.

 

فالنوع الأول هو الشخص الدبلوماسي، من لديه القدرة على التعامل مع جميع الشخصيات بجميع توجهاتهم سواء يقبلهم أم لا، و هذا الشخص يغلِّب المصلحة العامة بالدرجة الأولى، فلا مكان للمشاعر و الحب و القبول. البعض قد يسيء فهمه و قد يُتَّهم بالنفاق و لكن هو بعيد كل البعد عن هذا.

 

النوع الثاني هو من يتعامل بالإيثار، و الإيثار هو أن تضع نفسك في مكان الأشخاص الآخرين، فربما هم يمرون بظروف و ضغوطات أجبرتهم على الظهور بهذا المظهر غير المقبول. ربما لم يكونوا هكذا قديما و نتيجة تعرضهم لخيبات أمل كثيرة تحولوا لما هم عليه الآن.

 

من وجهة نظري، فالإيثار هو أرقى أنواع التعامل مع البشر، و التماس الأعذار للآخرين هو من أسمى الأخلاق. و يريح النفس و الذهن و يزيل الأحقاد من الصدور و ينشر السلام بين الأفراد و المجتمع.

 

و نعود مرة أخرى لقول جعفر بن محمد (إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه).

Leave A Reply

Your email address will not be published.