اللطف الرباني “حدائق ذات لطف” للكاتبة:نهلة الهبيان

0

اللطف الرباني “حدائق ذات لطف”

للكاتبة:نهلة الهبيان

 

أحدث اصدارات دار التقوى
اللطف الرباني “حدائق ذات لطف”
كتاب في الرقائق وتزكية النفس،

إنه بمثابة سياحة روحية لها،

تلجأ إليه للاسترواح من كَبد الحياة التي لا ينجو منه أحد ..

أمضي وكلنا يمضي في سفر الحياة وقد جُبل على لُقيا الرَّهَق فيها والمشقـة،

إلا إنني أمضي بنفسٍ مُسْتيقنة أنَّ ثمة سفرًا من نوعٍ آخر في هذه الحياة الدنيا،

سفر سياحةٍ لا مكابدة، سفرًا تأوي فيه الروح إلى ظلٍّ ممدودٍ تُلقي به ألطافُ السماء على الأرض،

سفرًا يَسكُن فيه القلب إلى جذوعٍ حنونةٍ وتَدَتْها رحماتُ الله المُودَعة في نفوسِ خلقه،

بل وماءٍ عذبٍ تنبسط فيه الأكُف؛

فتعود ممتلئة تروي البدن عِرفانًا لله الواحد الأحد بالجمال الذي روى الوجود كله فكان الحُسنُ صورتَه وهيئته.

إن هذه السياحة لا تكون إلا في حدائقَ ما كان لنا أن نُنبت شجرها،

ولا نُجري أنهارها ونحن فيها عميان أخذتنا المعايش والمطامع والمفقودات،

إنها حدائقُ ذات لُطفٍ موْرقٍ يسُرُّ الناظرين فضلًا عن المتأمِّلين السائحين فيها،

يبتغون الراحة والتنعُّم والسكينة والكثير جدًّا من العافية التي تُعينهم على مواصلة المسِير خارجها.

من هذا المُنْطلَق، كانت خيالات كتاب حدائق ذات لُطف وتصوراته تتراكب أمام عيني،

تستحثني على أخذ الفكرة على محمل الجِد في التسطير والتجميع داخل دفتي كتاب تسهُل السياحة فيه في أي وقت وأي مكان وأي حال يكون عليها القارىء؛

لأجل أن يكون محطة تزويدٍ للنفوس المُرهَقة والآيسة والتائهة أيضًا.

فمَنْ شاء ارتوى مَنْ عذْبِها،

ومَنْ شاء فَاءَ إلى ظلالها،

ومَنْ شاء قطف مما يشتهي مِنْ ثمارٍ ذات طعومٍ وألوانٍ اجتهدتُ في جمْعِ بذورها من شتَّى ألوان اللُّطف الرباني الذي منَّ الله عليَّ في استبصاره،

والأخذ منه، وغرْسه في هذا الكتاب: “حدائقُ ذاتَ لُطْف”.

وعملت فيه على استخراج معاني اللطف الرباني من كل ما قُدّر للنفس أن تتبصر به وتتدبره وتتذوق معانيه؛

فتكون به أخرى أكثر فقهًا في التعامل الحياتي وأكثر حكمة في التعامل مع النوازع الداخلية وأكثر إشراقًا في التعامل مع ألطاف النفس خفيها وجليها،

ومن ثم فالكتاب مقسمٌ إلى ثلاثة أقسام سميتها “حدائق”:

الأولى: “القرآن الكريم” وهي معنية باستخراج معاني اللطف في العديد من الآيات على مدار سور القرآن وما يمكن للنفس الإنسانية أن تستشفي بها وتتقوى في سفرتها اليومية من معان ربانية ورسالات سماوية هابطة إلى مباشرة إلى النفوس السائرة في أرض الله لتهديه سبل السلام فيها والفوز.

والثانية: الحبيب محمد ﷺ وصحابته
وهي معنية باستخراج معاني اللطف في مواقف من السيرة وإسقاطها على الواقع المعاملاتي في الحياة اليومية بهدف تزكية النفس وتربيتها من معين السنة النبوية؛ فتحتكم النفس الى سلوك بشري مؤيد من رب العالمين وتغلبه على حظ نفسها غير الواعية والمتبصرة ممتثلة لقول ربها { لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا }
[سُورَةُ الأَحۡزَابِ: ٢١].

والثالثة : نفوس زاكية وأنفاس
وهذه معنية باستخراج اللطف الكامن وراء الكلمات والألسنة في المواقف العابرة بين الناس وفي غير ذلك من كلام السلف والأدباء مما أسرني بجميل لفظه وعمق معانيه وحلاوة مذاقه ساعة إعادة نشره بين الناس من جديد .

وإن لأرجو أن لا تنتهي السياحة في معاني اللطف الرباني بالخروج من الحدائق الثلاث، إنما تستمر مع كل نفس قارئة في محيطها وقراءاتها وتأملاتها فيما أوجده الله في الحياة من لطف.

(دار التقوى – صالة 4 – جناح A7).

بعض الاستقراءات عن كتاب اللطف الرباني

رأي الأستاذ ياسر عبده

شرُفتُ بقراءة مُسودة هذا الكتاب الماتع قبل طباعته، بعد أن عَرَضَته عليّ الأديبة الكبيرة والأخت الفاضلة نهلة الهبيان لِأُبدي ملاحظاتي عليه واقتراحاتي له قبل تسليمه للناشر؛
فكنت أغالب نفسي كي لا أنسى ما طُلب مني، فأَغلِبُ نفسي مرة وتغلبني مرات، فلا أكاد أقرأ بعين الملاحظة حتى يصرفني عنها ما أجد من متعة وفائدة، فأضطر لمعاودة الكرّة مرة بعد مرة، وأجدني أتنقل بين فصوله وروضاته الثلاث دون كلل أو ملل.

وقد جاءت فصول الكتاب على النحو التالي:
الفصل الأول: وقفات تدبرية مع بعض الآيات المختارة، تنوعت موضوعاتها، لكنك على أيّها أتيت آنست لُطفًا من الله وفضلًا، تُهديك من نورها قبسًا أو تجد عليها للخير هُدى..

وفى الفصل الثاني: تعليقات بديعة وثريّة على بعض الأحاديث النبوية كُتبت بلغة عالية، ونظرات واعية.

ثم التمام وفصل الختام: قراءات وتدبرات لمشاهد فى الكون والحياة تكشف بعض اللطف الإلهي فى بعض ما تراه وزاغ عنك معناه.
فالكتاب فى مجمله استراحة نفسية، ومشاهد جمالية، فى حدائق ذات بهجة ولطف، تسر الناظرين، وتُخفف من أثقال المتعبين، لمن رام أن يفئ إلي ألطاف الله ويستنشق عطر الهواء.
والله أسأل أن يكتب له القبول، فهو لكل خير مأمول.

 

رأي الأستاذ مبارك الدشناوي

شرفت بالاطلاع على هذا الكتاب الماتع قبل طباعته ونشره للأديبة نهلة الهبيان ..
فعبر ثلاثة حدائق يفضي بعضها إلى بعض لا يستطيع المرء أن يدلف من واحدة إلى أختها إلا وهو نادم النفس آسف الفؤاد على تركها؛ فما أن يلج الأخرى حتى ينسى نفسه داخلها، لا يستفق إلا على أعتاب سورها .

الأولى: عن لطائف وحي السماء.. القرآن يتخير أشرف المواد، وأمسها رحما بالمعنى المراد، وأجمعها للشوارد،

وأقبلها للامتزاج، يضع كل مثقال ذرة في موضعها؛ لذا يحتاج إلى بيان يكشف عمق أسراره، وما خفي عنا من معانيه، وهنا جاءت اللغة قوية في مبانيها، بصيرة في معانيها، وشغفي بكتاب ربي، وتعلقي ببيانه جعلني أمضي مع حديقته لا أمل من طول النظر في لطفها.

وفي الأفق لاح لي بستان مثقل بثماره، عبِقٌ بأريج رياحينه، خُيّل إلي أنه يناديني:” أن تعال وادنو أكثر” دنوت واقتربت ودخلت، وفي خاطري: “إن “سيدي محمد” أوتي البلاغة من نواصيها وجمع الله له البيان بحيث يستطيع أن يختصر الكلام في جملة أو شطر جملة”، فوقفت على كلماته المختارة في حديقة السنة وهي تتجلى معانيها وتنفك استشكالاتها؛ فكنت لا أملك إلا أن أقول :” الله … الله “.

انهيت الجولة الثانية جزلا طروبا لأقف على عتبة حديقة “أصحاب النفوس الزاكية”، والألسن الرقيقة الدافئة الحانية، فألفيتها زادا يتبلغ بها المرء في رحلة السير إلى ربه، ورأيتها ترسم الطريق لامتلاك القلوب والأفئدة.
الكتاب بحق رائع، واللغة بصدق ماتعة، والأفكار مبتكرة ومميزة..

:” نفع الله بكم، ورفع بما تكتبون قدركم، وأنار على طريق الخير بصيرتكم، ودل الخلق على يدكم”.
كتب الله لنا ولكم قبولا حسنا في العالمين.

Leave A Reply

Your email address will not be published.