السرطان وصمت العلماء بقلم /  جمال القاضي

0

السرطان وصمت العلماء
بقلم /  جمال القاضي

مرض السرطان ، العدو الصامت ، يقتل دون إنذار ، يحصد أرواحاً بين عمر الزهور والكهول ، يفقدنا بلارحمة الكثير من الأحبة ، نقف أم مصابنا ونرى أوجاعه ، نسمع صوت آهاته ، صوتا يمزقنا ، وصوتاً يتردد في مسامعنا ، نظرات وداعه ، نظرة تودعنا وآخرى تقتلنا ، ميت نراه أمامنا ، يتحدث إلينا تارة ، ويصمت تارة آخرى ، يلتقط فيها أنفاسه التي سنتهي ،ربما بعد ساعات قليلة ، ربما غدا سيموت ويفارقنا ، نخاف أن نخبره بمرضه ربما بذلك الخبر يموت من شدة الصدمة ، رغم أنه حقا يموت أمامنا ، ولانملك سوى دموعاً تنزفها العيون حزناً على فراقه المحقق، وموته الذي لانجاة ولامفر منه .

فاين ذهب علماؤنا ؟ هل مات فيهم العلم ؟ أم أنهم جهلوا فلم يعد منهم حكيم ؟ هل عجز عقلهم عن التفكير ؟ أم أنهم تعمدوا الصمت ؟ هل كان صمتكم فيه منفعة مادية ؟ أعتقد ذلك ، فربما عوضتهم الدول التي تصنع لنا مسكنات له ، أو تصنع أجهزة الإشعاع أو تصدر لنا علاجها الكيماوي ، لتريحنا في النهاية من هموم الدنيا .

ربما لم يمضي على عمر فيروس كورونا زمن بعيد ، جاء وقد رأينا حينها تهافت العلماء والباحثين حين خصصت منظمة الصحة العالمية ورصدت الكثير من المال كجائزة منها لمن يأتي بعلاج له ، إنها المادة وسحرها ، إنها الشهرة وبريقها ، حقا كان لذلك وقعا كبيرا وتأثيرا عظيما على النفوس البشرية الضعيفة المحبة للمال والشهرة ، حيث راح الخوف وهدأت القلوب من موت كان محققاً حين تم إكتشاف علاجات عديدة لهذا المرعب .

لكننا اليوم نقف متعجبين حين نرى كل يوم أحد الأشخاص الذين نتعلق بهم وهو يموت أمامنا دون أن نستطيع أن نفعل له شيئا سوى إعطائه مسكنات تخفف من موت خلايا جسده والتي تشعل فيه ناراً من لهيب الوجع الذي يرافق هذا المرض اللعين ، فصرنا مما نراه من أوجاع يعيشها مريض السرطان بأننا ندعوا له بالموت حتى لانراه في هذا الحال المؤلم .

ولو نظرنا في عصرنا الحالي وقمتا بحصر أسباب الوفيات لكان الحظ الأكبر سببه يكون لمرض السرطان والباقي سببه الموت الفجائي الذي لم نعلم له سببا حتى الآن مع انتشاره ليشمل قطاع كبير من الشباب .

فأين مجموعة الباحثين وفريق عمل المرحوم الدكتور المصري مصطفي السيد ، والذي انتهى به البحث في هذا المجال بنجاح تجربته في علاج مرض السرطان والتي أجراها على الحيوانات بتكنولوجيا النانو ، وحينها وقبل موته بعام أو أقل كان ينتظر ماتفعله جزيئات الذهب من تأثير قد يكون ضاراً على كل من الكبد والطحال ومدى قدرة كل منهما على التخلص من هذه الجزيئات .

لكننا نتسائل أين هذا الفريق البحثي الذي كان معه ؟ هل تم غلق ملف بحثهم دون جدوى ؟ هل تم اإنهاء وغلق هذا الملف مقابل الكثير من الأموال التي قد تكون دفعتها إليهم شركات الأدوية الأجنبية التي تنتج مايسمى بالعلاج الكيماوي لكي لايفتح أمامهم وأمام العالم أي مجال لإنتاج علاج جديد فعال ويقضي تماما على هذا المرض اللعين ؟

أين ذهب الباحثين ؟ نراهم في صمت المقابر حيال هذا الأمر ، نحن نقف أمام عملاق خطير يهدد سكان العالم ، ربما يكون من يصيبه أنا أو أنت أو أحد الأقارب أو حتى أحد العلماء والباحثين الصامتين ، حيث تشير الإحصائيات إلى مايقرب من 33 من كل 100 شخص عرضة للإصابة بهذا المرض ، الأمر الذي ينذر بخطورة حقيقية شديدة يواجهها سكان العالم .

ليس الأمر سوى عجز وعدم قدرة لعلماء العالم على الوقوف صفا واحدا لمواجهة هذا المرض ، نحن بحاجة لإتخاذ قرار سريع يتم معه تكريس كل الجهود وتسخير العقول للبحث الحقيقي للوصول إلى علاج يقضي على هذا المرض تماما ، ببناء قاعدة تشتمل على الأسباب ، وتاريخ المرض ، وأي منطقة ترتفع فيها معدلات الإصابة ، وأي مرحلة عمرية ترتفع معها معدلات الإصابة ،وأي عضو من أعضاء الجسد هو الآكثر عرضة للإصابة ، وأسباب كل إصابة ، وغيرها من قاعدة المعلومات التي تساعد الباحث في عمله ، وعن تجربة أي علاج جديد سوف نجد الكثير من المتطوعين لتجريبه عليهم فهم يرون آنفسهم موتى حتى وإن طال بهم العمر قليلا .

وأخيراً
أرى أن أفضل تقنية في علاج مرض السرطان هي تلك التي جاء بها من قبل دكتور مصطفى السيد حيث أنها تحرق وتفجر جميع الخلايا السرطانية التي أصابت الجسم ، وبالتالي ليس هناك فرصة لتحورها لنوع جديد من خلايا سرطانية مختلفة عن تلك التي يتم علاجها باستخدام العلاجات التقليدية التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، فعلاج السرطان إنما هو قرار لا عجز علمي كما نظن البعض ذلك ، الأمر الذي يتطلب معه صحو الضمير العلمي من جديد .

Leave A Reply

Your email address will not be published.