“جلسة في حضرة الأرق” بقلم: مريم عبد الجواد

0

“جلسة في حضرة الأرق” بقلم: مريم عبد الجواد

 

كجليسة مخلصة للعتمة،

أشاهد ليلتي من بعيد وهي تُستنزف بِنهَم مع كلّ دقّة في الساعة.. 

أنظر من خلال تعبي فأرى الماضي يترنّح مرهقًا من وطأة ذكريات ترشح وهما..

عبثا أتوسّل أجفاني أن تنهي هذا الخصام و تلتقي في هدنة تنقذ عقلي من حرب الأفكار هذه،

فلا يجيبني الاّ الصّمت بنبرته السّاخرة..

 

هناك، و ببطء قاتل، يمضي الوقت ثقيلا..

و هنا، أسافر أنا على متن هذا اللّيل أترقّب محطّتي الأخيرة..

أقترب منها بلهفة لاجئ أجهضه الوطن فتتوارى بعيدا كأمل في الخلاص..

..انّني منهكة كسجين في مسرحيّة ينتظر أن تسدل ستائر هذا الفصل فيعانق الظّلام روحه المتصدّعة علّه يستشعر بعضا من راحة بدّدها القلق و باتت أفقا يُنشد دون أن تسعه الخطوات..

كمنفيّة في مدن أرق بعيد منذ ما يشبه الأبد أبتلع قسرا مقتي الشّديد للأشباه و أطفئ شمعة أخيرة في عمر هذه اللّيلة..

لابأس،أقول لنفسي، 

 أعزّيها بالنّسيان، أسقيها حلما جديدا و أمضي داخل أيّامي بغرّ من لا يعرف معنى أن تقترب من الأشياء قرب الوريد و لا تنالها.

Leave A Reply

Your email address will not be published.