لأن الحياة ماتت فينا ..
الشاعر .طارق فريد
من قال ان الحب لا يموت
ومن قال أن الشجرَ
للأبد يجود
وأن من يذهب
لابد حتما أن يعود
من قال ان ربيع العمرَ
يظلُ دائمأ زاهراً
والخريف دوما سقوط
وان الحياة بعد الموت خلود
من قال ان كل عينٍ
تدمع عند الفراق
وان علامات التقوي
من أثر السجود ..
فهذا الطفل الرضيع
لن يكبر حتما
على صدر أمه الساهرة
كاذب من يقول أن
البراءة فينا تبقي حاضرة
حتى الحب صار كالموت
يُـنهي الأشياء كُلها
يخطفـُـنا كالبرق
في لحظة غادرة
تسقطُ الأوراق مـُبعثرة
وتبقــي الشجرة ُ.. عارية
فكل شئ قد تغير
حتى الكرات الثلجية
ماعدنا نمرح ونلهو بها
قد عاد زمن الجاهلية
وهذا المأفون فينا قد تبلد
وعلى قمم الجبال تجمد
فمن يحزن على رحيل شمسٍ باردة
او قمراً عبسياً في سماء نرجسية
من يعزينا في ذكرى منسية..
لا شئ بقـــــي فينــا
لا الحنينَ ولا الحبَ
ولا كلَ الأشياءِ
التي كانت تَستهوينا
لا شئَ يجمعُنا الآنَ
إلا رُكابَ السفينة
ولا حديثَ بيننا
إلا ضجيج وفوضي
تعُم المدينة
ضباب وخراب
وسُحب دُخانٍ تعمينا
ومِن بين رُكابِ السفينة
الراهبُ والطبالُ والسجينُ
وطبيبُ نفسي يُحملقُ فينا
وفي بَهوِ السفينة
راقصة تهز أردافها
تبحثُ فينـــــا
عن رعشةٍ تعترِينا
لكننا فقدنا الرغبة
ليسَ لأننا نخافُ اللهِ
بل لأن الحياةَ
ماتت فينــا..
