في ليل القرى النائية،
حروف ثائرة
في ليل القرى النائية،
هناك من يذبح ليله كي يطعم عصافير الروح،
من يتدفأ بالماء كي لا يغرق في دوامة البلل،
وفي سهاد الليل يتعرى حزنه كوليد،
مع أحاديث طويلة للسقوف والوسائد،
يحتضن نفسه بنفسه لينجب وهمًا من الدفء…
في ليل القرى النائية،
نساء باسقات، شامخات كالنخيل،
قويات لا يلين لهن ضلع،
يتقاسمن الجمال جمودا،
يدندنَّ الأغاني في غصة الليل حيث لا عين ترى،
ولا أذن تسمع،
الدمع عزيز على حزنهن، ينتحبن من القلب،
ويفيض الماء في النهر دون معرفة النبع،
في ليل القرى النائية..
الشمس تواري الجراح وتشد عود الأجساد الباردة،
الأزهار شبابا وشابات، تتفتح مع بداية الفصول،
ثم يتوردون بالحب، وبالأغاني القديمة،
مع حكايا القمر يتناسون أن يملأوا جيوبهم بالضوء،
فيطول الليل أكثر.. ويكبر السهر على أنغام النايات..
في ليل القرى النائية،
الحصاد عزيز، والكبرياء منيع،
والنهار في غفوة،
ما أطول الليل
في القرى النائية!
