ما هذا الجنون الذي حلّ بنا؟

ما هذا الجنون الذي حلّ بنا؟

0

ما هذا الجنون الذي حلّ بنا؟

للكاتبة/سهام سليم

سبحان من منحنا هذا الكون الواسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي

ففي كل زاوية، تجد كل صنف ولون

هنا، تجد حكيماً يتحدث من علياء، كأنه قد وُهب الحكمة دون سائر البشر

فظاً غليظ القلب

ويل لك إن خالفت رأيه، فالعقوبة ستكون شديدة

وهنا، تجد كاتباً نرجسياً، يستمتع بوجود الفتيات من حوله

يحدثك عن جمال طلته وضحكته الفريدة

يتباهى بنفسه، فتصفق له بنات حواء من كل صوب و حدب، معجبات بغروره

وهنا، شيخ جليل يهيمن على الشباب

يهدد النساء، ويهدم الأصنام، ويعبث بعقول الفتيان

بكورس مدفوع

وهناك، من تتقطع أوصاله

و هناك من يعجز حتى عن الدعاء

وآخرون يقرعون الطبول ويضربون الدفوف

وآخرون يتسولون اون لاين

و في ركن واضح

ألتراس الرجال تراهم خلف امرأة قادرة

وألتراس النساء يتغزلن في رجل ذي لحية

وآخرون يفتحون صفحات لتفريغ ضحكاتهم

وأناس يكتبون عن أشياء تُغم القلوب

وآخرون أصواتهم مرتفعة

وبعضهم عيونهم غائرة

وآناس قلوبهم ميّتة

وهؤلاء يشمتون بلا خجل

ومارك يُغلق كل باب أمام كل حرف حر

لكن ربك قادر كريم

يجعل من بعد العسر يسر

Leave A Reply

Your email address will not be published.