قمر الليلة كان مختلفاً

قمر الليلة كان مختلفاً

0

قمر الليلة كان مختلفاً

بقلم/محمد أحمد محمود

كنت أعرف أني في رحاب ليلة رائعة

حيث السماء تكتسي بعباءة زرقاء مزركشة بالنجوم،

قمر الليلة كان يتوسط المشهد

ثمة شيء مختلف الليلة

لم يكن القمر مجرد كتلة مضيئة في السماء

بل كان يروي حكاية غير مألوفة، حكاية منسية بين صفحات الزمن.

 

كان القمر يشع بنورٍ ناعم كلمسة حنون لامست السماء ففاضت بهدوء على المدينة النائمة

نجوم الليلة عانقت الأسطح المائلة والأشجار الصامتة

كان هناك من ينثر فيضًا من السحر على شرفتي الهادئة، فبدت صورته كحلم غامض .

 

في تلك الليلة

بدت المدينة وكأنها تغمرها طاقة خاصة، كأن القمر يتحدث بلغتها، يهمس بأسرارها.

الأضواء الخافتة لم تعد مجرد أضواء، بل أصبحت نقاط ضوء تراقص الأمل والحنين.

الطرقات المهجورة صارت ممرات لذكريات عابرة قفزت من صندوق تذكارات

الهواء أصبح يحمل أصوات لحكايات قديمة ترويها للأشجار.

 

وقفت تحت السماء، أنظر إلى ذلك القمر المختلف، أحاول أن أفهم سحره،

أن ألتقط خيوط حكايته.

شعرت وكأن الزمان توقف، وأنني لست وحدي من يعلم سر هذا القمر.

كان هناك شيء في ضوئه يتجاوز حدود العقل، يأسر القلب بروعة غامضة.

 

تذكرت حينها حكاية قديمة عن قمرٍ كان يضيء قلب الحبيبين في ليالٍ مشابهة،

كأنه الشاهد على وعود الحب والأمل

ربما كان هذا القمر هو نفس القمر، الذي حمل في ضيائه حكايات الحب العابر

وصدى كلمات المشتاقين.

 

عند تلك اللحظة

أدركت أن القمر الليلة كان مختلفاً

لأنه أعاد إليّ شيئاً من السحر الذي فقدته في زحمة الأيام

كان يذكرني بأن هناك جمالًا خفيًا في بساطة الأشياء

وأن لحظات السكون تحمل في طياتها الكثير من الأحاديث.

 

ربما القمر الليلة كان مختلفاً لأنه اختار أن يكون مرآة لقلوبنا

يعكس ما نخفيه من مشاعر، ويضيء لنا دروب الأحلام

هو مختلف لأننا نحن، في هذه الليلة، اخترنا أن نراه بعيون مختلفة

أن نسمع حكايته بقلوب مفتوحة.

يا لها من ليلة ساحرة، حيث القمر كان فيها مختلفاً،

وأكثر قربًا من أي وقت مضى.

Leave A Reply

Your email address will not be published.