ماذا لو؟      .بقلم/محمد أحمد محمود

ماذا لو؟      .بقلم/محمد أحمد محمود

0

ماذا لو؟      .بقلم/محمد أحمد محمود

ماذا لو كانت حياتي كلها مجرد حلم في مخيلة شخص آخر؟

فكرة جعلتني أشعر بالرعب

تخيل أن حياتك بكل تفاصيلها وأحداثها، ليست سوى حلم في مخيلة شخص آخر!!

كل لحظة، كل شعور، وكل تجربة هي مجرد جزء من خيال يمتد ويعيش في ذهن كائن آخر!!

في هذا السيناريو الغريب، يصبح وجودي مرتبطًا بالوعي لشخص آخر!!

وكل شيء وقتها سينتهي، فقط عندما يستيقظ هذا الشخص من حلمه!!

فماذا يعني هذا بالنسبة لي ولك و لنا جميعاً؟

 

إذا كانت حياتي مجرد حلم، فإن كل ما أعيشه هو من نسج خياله هو!

ستكون أيامي متشابكة مع أحلامة الليلية، حيث تختلط حقائقي بخيالاتة!

كل إنجاز، كل حب، كل حزن وفرح، يصبح جزءًا من قصة لا أملك السيطرة الكاملة عليها!

كأني على مسرح كبير،  ألعب دوري واؤدي مشاهدي، دون أن أعرف متى سينتهي العرض!

 

في هذا العالم الحالم، قد تتساءل عن ماهية الواقع؟

هل تلك اللحظات التي تشعر فيها بالسعادة أو الألم، هي لحظات حقيقية؟

أم أنها مجرد وهم يجعلك تعتقد أنك تعيش تجارب واقعية؟

ستظل هذه الأسئلة تلاحقني و تلاحقك و تلاحقنا جميعاً:

ما هو الحقيقي وما هو الخيال؟

وهل تملك حرية الإرادة، أم أننا مجرد شخصيات في أحلام شخوص آخرى؟

 

و حين يأتي الموت

أيكون هو تلك اللحظة نفسها التي يستيقظ فيها الشخص الذي يحلم بك أو بي أو بنا؟

عندها فقط تُصبح النهاية حتمية

 كالشعور بالتيه عند الاستيقاظ من حلم عميق

ستكون تلك اللحظة، هي النقطة الفاصلة بين حياتك كحلم وغيابك عن الواقع

هل ستحمل معنا ذكريات أحلامنا أم أحلامه هو؟

 

قد تجد السلام في فكرة أن كل شيء زائل

أن الحياة، بكل ما فيها، قد تكون مجرد تجربة عابرة في خيال كائن آخر

ربما يمنحك هذا الفهم، حرية من الخوف والقلق

حين تدرك جميعاً أن كل ما يحدث هو جزء من رحلة خيالية

هل هذا سيجعلنا تعيش بكل شغف و بلا قيود

، خاصة حينما  تعرف أن النهاية هي فقط لحظة استيقاظ الشخص من حلمه.

 ربما

و ربما تكون الفكرة مقلقة، حين تشعر بأننا بلا سيطرة على مصائرنا

وقتها سيكون كل ما تفعله بلا معنى

لأنك و لأنني و لأننا مجرد أجزاء من أحلام لن تتذكرها بعد الاستيقاظ

ستكون دائمًا – وقتها – على حافة الغموض

تتساءل عن الغرض من وجودنا وعن حقيقة كياناتنا.

 

في النهاية

سواء كانت حياتك حلمًا في مخيلة شخص آخر، أو واقعًا تعيشه بكل تفاصيله

فهل ستختار أن تملأ أيامنا بالأمل والحب والإبداع؟

أم ستستسلم للغموض والشكوك؟

ربما تكون الحياة، بكل غموضها وأسرارها، دعوة للاستكشاف والتجربة

حيث يكون لكل لحظة قيمتها الفريدة، سواء كانت جزءًا من حلم أو حقيقة.

 

فلنحتضن كل لحظة

ونعش بحب وشغف

مدركين أن قيمة الحياة تكمن في التجربة نفسها

بغض النظر عن ماهية الوجود

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.