خائن       ,للشاعرة/أمل أمين الخولي

خائن       ,للشاعرة/أمل أمين الخولي

0

خائن       ,للشاعرة/أمل أمين الخولي

نظرت له ثم قالت ..

أن أحبك

ليس معناه أن ألازمك أو أحاصرك طول الوقت

أو أن أبهرك بتلك الكلمات الموزونة

التي تثير مشاعرك وأحاسيسك .

وإنما أن أحبك

هو أن تكون أمانتي التي حُمِّلتُها

وأنت تدري أنني خير من وُكلت بها

لأصونها وأحافظ عليها

كما أحفظ كل الوعود والعهود

أن أحبك

هو أن أتغاضى وأتهاون في حق كبريائي

لكي لا أخسرك

وأن أنظر إليك بعين قلبي

وأرى فيك ما لم يره أحدٌ سواي

أن أجعلك سعيدًا مهما كلفني الأمر

فتراني أتغافل عن همومي وأحزاني

وأقيِّدهم في تلك البقعة المظلمة داخل نفسي

ثم أعتلي قمم صبري وحضوري

لترتسم على وجهي تلك الابتسامة التي تعشقها

كي أنتزع من داخلك كل همومك وأوجاعك بالعنوة

وبعدها، أغرس بأعماق ذاتك بذور الأمل والتفاؤل

حتى تنبت داخلك السكينة والسعادة والأمان

كي تنجو وتعبر تلك المحنة

حتى وإن كان عبورك على جسر أحلامي،

مددته لك بطواعية وبكل حب لتحقق أنت أحلامك وطموحاتك

أن تبقى معي رغم الغياب، لتظل الحاضر الغائب،

أما وإن جئت،

فتتشابك أرواحنا وتتشبث ببعضها البعض،

كالبنيان المرصوص الذي لا تهدمه الظنون، ولا مكر الماكرين.

أن أغفر لك تناسيك وظلمك وقسوتك

وكلما غضبت منك أو ساورني القلق

أتذكر كلماتك معي القليلة

وكل ذكرى أو أي فكرة جميلة جمعتنا معًا

لأجدني قد غفرت وتناسيت، وبعدها أنزلق على هذا المنحدر الجارف القاسي، حتى أرتطم بقلبك، وأستمع إلى خفقاته الهزيلة وهي تعزف لحن الوداع،

وقتها أرتمي بين ذراعيك،

وأغرق في دموعي

من خوفي عليك

واستيائي منك

ولهفتي واشتياقي إليك،

لتعود داخلي تلك الرجفة

التي لا أدري عن ماهيتها

سوى أنها تأتيني معك

فتُحبس أنفاسي، وأصبح أسيرتك

وأنت تنعتني بـ (مولاتي)،

ثم أسمع أحدهم ينادي عليك

فأجدني ألتفت معك

وكأن النداء لي أنا ولست أنت

أقصد..

أنا كنت لك الوطن

الذي يأويك وقت التيه

ويحميك وقت الخوف

ويعطيك القوة حين تضعف

ويكون ملاذك وسكينتك

في وقت عنائك

كنتٌ وطنًا يحتويك

بكل صدق وأمانة

أنا ..

صدقت وتنازلت وبذلت وأعطيت

وأنت ..

بكل كيانك خدعت وغدرت

وكذبت وتخليت وانكرت

فكنت خائنًا كبيرًا

وما اقبح من خان وطنه

ثم اشاحت عنه بوجهها

وانصرفت وهي غارقة في دمعها.

Leave A Reply

Your email address will not be published.