أسعد الله صباح غزة
بقلم/محمد أحمد محمود
أسعد الله صباح غزة
تلك البقعة التي تتأرجح بين النور والظلام
بين الضحكات والدموع
بين الصمود والانكسار
في صباحات غزة يا كرام
تختلط الألوان بين زرقة السماء و حُمرة الدماء
بين رائحة القهوة وعبق البارود
وبين صوت الآذان وصراخ النساء.
صباح غزة أيها القارئ ليس كأي صباح
هو صباح يحمل في طياته كل ما عايشه الزمان وكل ما جرفته الأحلام
هو صباح ينبعث فيه الأمل من رحم المعاناة
حيث تنبت الأزهار على حافة الجراح
و تشرق الشمس على شرفات المنازل التي تم تسويتها بالأرض
تلك التي شهدت قصص الحياة والموت.
في غزة
يتنفس الناس الأمل كما يتنفسون رائحة الموت
يتشبثون بالحياة كما تتشبث الأمهات بأطفالهن
تجد الأطفال يلعبون في الأزقة الضيقة
يلاحقون الكرة ويلوّحون بأيديهم للسماء
كأنهم يحيون الغيوم البيضاء العابرة
حتى الشيوخ يجلسون أمام أطلال البيوت
يروون حكاياهم، كأنهم يحاكون الماضي
يزرعون بذور الحكمة في قلوب الأجيال القادمة.
في صباح غزة
تجد النساء يقمن بإعداد الإفطار من أوراق الشجر
كأنهن يقولن للعالم:
“هنا نعيش، هنا نصمد، وهنا نحلم بغد أفضل.”
أسعد الله صباح غزة
تلك البقعة التي رغم كل ما تمر به، تظل نجمة ساطعة في سماء الصمود
صباح غزة هو صباح يتجدد فيه الأمل
وتتجدد فيه العزيمة، وتتجدد فيه الحياة
صباح غزة
هو صباح يحمل في طياته كل المعاني الجميلة للحياة،
كل القيم النبيلة للإنسانية.
أسعد الله صباحك يا غزة
وأسعد الله كل من يسكن فيك
وكل من يحمل في قلبه حبك وحنينك
صباح الخير يا غزة
يا أرض الأبطال والشهداء
يا أرض الحب والأمل
يا أرض الحياة.
