لماذا خلا العالم من الرومانسية؟

 لماذا خلا العالم من الرومانسية؟

0

 لماذا خلا العالم من الرومانسية؟

بقلم/محمد أحمد محمود

 

في أيامنا كان الكون يعج بالرومانسية، تشعر و كأنها تسري في شرايين ااشباب كما تسري الدماء في العروق.

 

 كان الحبّ أغنية تعزفها قلوب العشاق على أوتار الأيام، وتروي تفاصيلها القصص والحكايات التي تتنقل بين الأجيال.

 

 كان اللقاء عند غروب الشمس على شاطئ النهر يحمل معه وعوداً بالتلاقي الأبدي، والرسائل المكتوبة بخط اليد تخبئ في طياتها شوقاً وأملاً لا ينطفئ.

 

لكن، ما الذي حدث حتى خلت أيامنا من تلك الرومانسية العذبة؟

كيف جفّت ينابيع الحبّ الصافي في زحمة هذه الحياة العصرية؟

يبدو أن التكنولوجيا والتقدم العلمي كان لهما دورٌ كبير في تغيير وجه العلاقات الإنسانية، فقد أصبحت الرسائل الإلكترونية بدلاً من الورقية، واللقاءات الافتراضية بدلاً من تلك الحقيقية.

 

إننا نعيش في عصر الفجاجة، حيث أصبحت الحياة تسير بوتيرة متسارعة لا تترك لنا حتى وقتاً للتوقف والتأمل.

أصبحنا نلهث وراء الأهداف المادية وننسى حاجتنا العميقة إلى الحب والتواصل الإنساني.

أصبحت علاقاتنا سطحية، تفتقر إلى العمق والصدق، وغابت عنها تلك اللمسات الرقيقة التي كانت تميز العلاقات القديمة.

 

لم تعد الأعين تلتقي بشغف، ولا الأيدي تتشابك بدفء، فقد انشغلنا عن الحبّ الحقيقي بمشاغل الحياة اليومية.

 

 نحن نعيش في زمنٍ يتطلب منا التفاعل الفوري، والاستجابة السريعة، مما جعلنا ننسى أهمية الصبر والانتظار في بناء علاقة حبّ حقيقية.

 

لكن، على الرغم من كل هذه التغيرات، لا يزال هناك أمل.

 

 فالرومانسية ليست مجرد ذكريات من الماضي، بل هي شعور يمكننا إحياؤه في أي وقت.

 يمكننا أن نتعلم من جديد كيف نحبّ بصدق، وكيف نعبر عن مشاعرنا بلطف وحنان.

 يمكننا أن نعيد للحبّ مكانته في حياتنا، بأن نمنح علاقاتنا الوقت والرعاية التي تستحقها.

 

لنبدأ بفتح قلوبنا، والسماح للرومانسية بأن تجد طريقها إلينا مرة أخرى.

 

لنجعل من الحبّ لغة نتحدث بها يومياً، ونجعل من اللحظات الصغيرة ذكريات لا تُنسى.

لأن العالم قد يظل خالياً من الرومانسية ما لم نقرر نحن أن نعيدها إلى حياتنا.

Leave A Reply

Your email address will not be published.