شغف للكاتبة/ حنان أبوزيد
للمرء الحرية الكاملة في اختيار كل شيء،
أهدافه، طموحاته، اهتماماته، دروبه التي يمشي فيها..
إن مضى وقت و ربما عمر و مازلت تشعر بتيه و لم تختار درب تسير فيه و تكمله، تشعر بالشتات بين هنا و هناك،
لم تحدد أي هدف في حياتك، تشعر بالفراغ داخلك، كأنك خاوي من كل شيء..؛ لا بأس، استمع إليّ..؛
عليك وضع خطة مدروسة لتمضي مطمئن في الدرب الذي ينفعك، عليك بالتدبر و التفكر في خلق الله، بمعرفته سبحانه، بكتابه و معرفة سنة نبيه،
بعلومه، بالذي أمرك به و بما خلقك له؛ لا كما تريد أنت و تهوى و تتمنى أمنيات دنيوية بحتة؛
إنما كما يرضي الله عنك و كما يريد منك،
بما ينفعك في دنياك و آخرتك.
ضع الخطة الآن يا صاح؛
ليستفيق قلبك من تلك الغفلة؛ فأنا أيضا وضعت خطتي.
لا تأسف على ما فاتك؛ إلا على إسرافك في أمرك و الذنوب..
هيا لنبدأ؛ للسعي في درب ربي،
لرضاه وحده؛ لننال بعد التقوى و الصبر الجزاء الأعظم.
لا أخفيك سرا؛
أنا كنت مثلك و تمنيت العديد من الأماني أيضا، لكنها باتت لا تشغلني، باتت الدنيا حقيرة في نظري،
لا أتمسك بشيء فيها و لا بأحد عليها، و لما أتمسك؟!
و الدنيا جميعها بما تحمله و من عليها فاني،
الآن باتت لي أمنية واحدة أسعى لها و أجاهد من أجلها؛
أتمنى الجنة، أتمنى أن أتمتع فيها و أسعد بنعيمها؛
فالسعادة ليست هنا في الدنيا؛ بل السعادة هنالك في الدار الآخرة، صدقا اشتقت لها، و اجتهد
و أجاهد أن يكون السعي كله لها، و ارجو من الله القبول.
لك قراري أيضا،
قررت أن أنتبه جيدا لخطواتي حين سيري في الدرب الذي أريد أن أموت و أبعث عليه، للوقت، للعلاقات،
للأشخاص عامة و للصحبة الصالحة بصفة خاصة،
لكل شيء في حياتي القادمة..
كفاني عبث، كفاني تيه، بإذن الرحمن سيستمر شغفي لتحقيق حلمي هذا؛ لن استسلم للدنيا،
لن أتخلى عن حلمي إلا بانتهاء أجلي، و بمشيئة الله لن أبرح باب ربي حتى أبلغ ما تمنيته.
فاللهم الجزاء الأعظم عوض عن الدنيا و ما فيها، اللهم وعدك؛
فوعدك صدق و حق، يقول سبحانه:
“ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)” سورة ق.
رحيم ربي و في وعد ربي كمال السكينة و الأمان، الأمل في الحياة الآخرة و جل السلام.
بالأخير، هلم يا صاح؛ استجمع قواك و جدد النية، استعن بالله، ليكن أول عهدنا الجديد و أخره؛ الجنة.