متى يجئ عيدك يا غزة؟

متى يجئ عيدك يا غزة؟

0

متى يجئ عيدك يا غزة؟

بقلم/محمد أحمد محمود

عندما يتجول المرء في شوارعها، يصادفه منظر الخراب والدمار بكل مكان. الحجر الذي كان يشكل سحر المدينة، اليوم يرتعش تحت وطأة القذائف والتفجيرات، مكسورًا ومتشققًا كأنه يبكي دموعًا من الألم. ينتشر الحطام على الأرض كالذكريات المحطمة، يتراقص الغبار في الهواء كشبحٍ يحمل قصص الألم والخسارة.

 

وبين أغصان الأشجار، تظهر آثار الدمار بوضوح مؤلم. فالأشجار التي كانت ترتقي نحو السماء بفخر وجمال، اليوم تميل أغصانها بألم، مكسورة ومشوهة كأرواح مجروحة تصارع البقاء. الأشجار القديمة التي كانت تروي القصص وتحمل الذكريات، اليوم تبدو كأنها تبكي أحزانًا لا يمكن تصورها.

 

أما البيوت، فهي تقف كشهود على الكوارث التي حلت بها. البيوت التي كانت موطنًا للسعادة والحياة، اليوم تبدو كأطلال مهجورة، متصدعة ومحترقة، تحمل آثار الحرب والدمار. النوافذ المكسورة تعكس صورة المأساة، والأبواب المفتوحة كأنها تنتظر عودة من لم يعودوا، والمنازل المهجورة تبكي دموع الأرامل وأطفال الحرب.

هكذا، يبدو المشهد مزريًا ومؤلمًا للغاية، حيث يتحول جمال الطبيعة ورونق العمارة إلى مأساة حقيقية ترتفع منها أصوات الحزن والألم، وتمتلئ الأفق بظلال الدمار والتدمير.

وقتها يكون السؤال

متى تتزين شوارعك بأنوار الفرح يا غزة؟
وترقص الأطفال حول الأرصفة الباكية بابتساماتهم البريئة؟
متى تعود المساجد ترتعش من دفء الإيمان،
وتمتلئ القلوب بالسكينة والرضا؟

متى يجئ عيدك غزة؟
عيد الحرية الذي ترفرف كالراية الشامخة،
والعدل الذي ينهض من رماد الظلم،
عيد الوطن الذي يعود ينبض بالحياة،
والقلوب التي تلتئم بعطف الأمل.

 

متى يجئ عيدك غزة؟
عيد الفجر الذي يتسلل من بين الحطام،
والفرح الذي يرقص على أنغام الصمود،
عيد الشمس التي تشرق من جديد،
والحياة التي تنبت من تحت الركام.

 

متى يجئ عيدك غزة؟
ربما يأتي في يومٍ قريب،
حينما يستيقظ العالم على صوت الحقيقة،
وتنتصر الإرادة الحرة على قيود الظلم.

ربما يكون العيد في كل لحظةٍ نثبت فيها على الحق

Leave A Reply

Your email address will not be published.