” ما انكسرَ منْ تابَ وما خابَ منْ أنابَ ” بقلم احمد قطب زايد

0

” ما انكسرَ منْ تابَ وما خابَ منْ أنابَ “

بقلم احمد قطب زايد

 

ساعات قليلة وينقضي شهر رمضان، وإن القلب ليحزن، والعين لتدمع، ونحن نودع هذا الشهر شهر الأمن والأمان، والبركة والإحسان، والتجاوز والغفران، والعتق من النيران، والقيام والتهجد.

عزيزي القارئ مرت الأيام المعدودات وكأنها غمضة عين أو ومضة برق، ولم يبق إلا سويعات- سبحان الله- أنها سنة الله تعالى في الشهور والدهور، وهكذا تنقضي الأعمار، وهل الأعمار إلا أيام؟ فإن كان هذا هو حال الأعمار أفلا نعتبر بما طوت الأيام من سجلات الماضين؟ وما أذهبت المنايا من أماني المسرفين؟ يقول أحد الشعراء معبرا عن حزنه على فراق ووداع شهر رمضان:

يا رب هذا الشهر شد رحاله فلقد تآكل في السماء هلاله

انتشى فرحا ببهجة عيده أم أنطوي حزن على أفضاله

هل كان صومي خالصا متقبلا أم كان حظي ناقصا مكياله

هل كنت مجتهدا لأجر ساعيا ومستغل الوقت في أعماله

أم كنت مغبون وغير مباليا حتى تلاشى الربح في إهماله

قد بت مثقل بالذنوب وخائفا من عمر يقضى فجئت بزواله

احرص أخي الكريم على اغتنام السويعات الباقية من الشهر المبارك، وتذكر حال إخوان لك كانوا بالأمس معك فحضروا رمضان وقاموا وصلوا وصاموا، ثم أتتهم آجالهم فقضوا قبل أن يدركوا رمضان الآخر، فهم الآن في قبورهم مرتهنون بأعمالهم، فتذكر حالهم ومصيرهم فاجتهد في عمل الصالحات، فإنها ستنفعك وأنت أحوج ما تكون إليها، هكذا هي الدنيا لا تدوم على حال، وأن مواسم الطاعات يفرح فيها الرابح وينكسر ويحزن فيها الخاسر، اللهم اجعل هذا الشهر شاهدا لنا، وحجة لنا لا حجة علينا اللهم بلغنا ليلة القدر وارزقنا فضلها اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا… اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.