فارس أحلامي  بقلم:صفاءكروش

0

فارس أحلامي 

بقلم:صفاءكروش

فى سني المراهقة تطوف بنا الأحلام لترسم خطوط من ملامح فتى وفتاة الأحلام

 

منا من يستمدها من نجم ونجمة شباك عالم المتعة والخيال الذى وضع أسسه الظاهرة على الشاشة البيضاء من عيون كحيلة ساحرة وشعر ناعم يطل على الغرة بليل حالك السواد ووجه يحمل ملامح ذكورية قوية إلا أنها لا تحمل قسوة،

 

وشارب منمق، هذا ما رسمه قائد العمل السينمائي _المخرج _ لفتى الأحلام، نقلاً عن السينما الغربية،

 

مرة ككلارك جيبيل وأخرى للشاب الرقيق الشعور المتمرد كجيمس دين.

ولفتاة الأحلام، رسم لها العيون ذات الأهداب المخملية والخصر النحيل والشعر الأسود والصوت الرخيم والملبس البراق الذى يكشف أكثر مما يخبئ،

 

مرة بملامح شرقية وأخرى بملامح غربية كمارلين مونرو وغيرها، ولكل منهم أمزجة ورؤى فنية فرضوها على ساحة السينما بين طيات العمل الفني،

 

فى إشارة واضحة لمعالم الذكورة والأنوثة الكاملة فى عالم الخيال للمتلقي.

أما فارسي كان يقطن بين طيات رواية للكاتب المصرى (محمد عبدالحليم عبدالله) الذى تنقل بي من من ملامحه الظاهرة، فهو رجل طويل القامة والساقين، كثيف الشعر، ذو وسامة لا تخفى على كل رائي، بين الحاجبين تقطيبة تشكو فى صمت، قوى البنية فإذا ضرب الحجر بساعده تناثر شظايا من قوة ضربته،

 

إلى ملامحه الباطنة فهو ثائر متمرد من نوع خاص، يبحث عن كينونة الكون وكينونته وسط هذا الكون الشاسع،

 

ترك المال والجاه والأصل العريق،

فنفسه الثائرة وفطرته النقية تأبيا الخضوع والتقييد، عندما شاهد تعذيب أحد الرعاة بسوط صاحبه، لينقلب حاله رأساً على عقب،

 

ويترك أباه وأهله وبلده كلها وهو ابن دهقان قريته _الرئيس الديني _ وله من آثرة أبيه ما لم يذوقها إخوته، ليبيع كل هذا ويذهب يتسول المعرفة وأصل الحياة، ليتقلب فى أصقاع الأرض بفيافها وحضرها بحثاً عن النور

والقنديل الذى بلا سراج، والحب الذى لا ينتهى بموت الأجل، والنعيم الذى لا يرتضى لنفسه بديلاً عنه، ليكتب اسمه فى صفحات التاريخ كاسم لكل ذى عقل واعٍ وقلبٍ نابضٍ بالإيمان العتيق،

 

وليسطر بعمره رحلة خالدة شاقة يترك أثرها فى كل نفس حرة أبية، لا ترضى بالهوان والعبودية تحت شهوات النفس، فانتزع نفسه من ترفٍ تربى عليه ليسير فى طريق الحق،

 

بل ليباع ويصبح عبداً، ويرتضى الرق حتى يصاحب من بُعث نبياً وهادياً،

 

وفى خضم هذا الرق يفرح لملاقاة صاحب الرسالة الأعظم،

رسالة الهدى والبشرى، ويصل برحلته لمنتهاها بجمال الرحلة ولذة الوصول فى قلب سيد الخلق من منزلة كريمة ويتحدث بهذا فى حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم،

 

فعن أنس رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن الجنة لتشتاق لثلاثة علي وعمار وسلمان” وهذا الاسم هو ما اختاره له صلى الله عليه وسلم.

إنه الفارس الذى كني ببلده بعد انتماءه لصوب الرحلة، بل هو من لقب نفسه فى حياته، فعندما سألوه عن نسبه حيث يقول هذا : “أنا قرشي” ويقول ذاك :”أنا قيسي” ويقول ذاك :”أنا تميمي “فقال :” أبى الإسلام لا أب لي سواه “.

ومما كان له أثر نفسي لكلمات للكاتب عن الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) هذه الكلمات الغراء ” وأحس بحاجة للبكاء،

فبكى من شوق مبهم يخالطه وعد غامض باللقاء وأحضان فى الرحابة الأبدية ودفء الحياة كلها بكل أنواع الدفء،

دفء الريش والزغب الشمسي والقلب والحب ” أما الرواية فكانت بعنوان ” الباحث عن الحقيقة”

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.