التي أحبها من فلسطين

التي أحبها من فلسطين

0

التي أحبها من فلسطين

بقلم/محمد أحمد محمود

 

 

التي أحبها تنام كل ليلة ودمعتها على خدها، فعفواُ حبيبتي على عجزي

التي أحبها..

عيناها خضراوان كزيتون بيت لحم المقدس.. حينما تنظران إليّك بعمقٍ تعرف سر الشغف الذي يعتريك ..

 

التي أحبها.. 

خدها الأيمن يبدو كحمرةُ تفاح غزة النضرة.. بينما الأيسر أملس كحجر القدس التاريخي..

 

التي أحبها.. 

أنفها معقوف كأسوار الخليل الشامخة.. يتنفس الهواء بكل شغفٍ وعنفوان..

 

التي أحبها..  

شعرها كستنائي حينما يتماوج يبدو كسهول يافا الخصبة.. يغطي كتفيها فيرسم ظلال من الوان شتى..

 

التي أحبها..  

حينما تبتسم.. تكشف عن صفوف من اللآلئ كشواطئ عكا الساحرة..

 

التي أحبها.. 

رقبتها ناعمة كحرير نابلس الفاخر.. بينما صدرها يعلو ويهبط هادئاً كموج البحر في حيفا..

 

التي أحبها..  

يداها حينما ترتجفان.. تشبهان ساقي الزيتون القديم في أريحا..

 

التي أحبها..  

قلبها ينبض بصلابة الصخر في القدس..

 

حبيبتي التي قاومت ولا تزال، رافعة رأسها شامخة في وجه الظلم والطغيان..

 

التي أحبها..  

لا تنسى أهلها المهجرين في مخيمات الشتات..

تنتظر بفارغ الصبر انفراج القيود والمعابر لتصطف الحافلات، تنقل الزوار..

زوار يعودون ليعانقوا ذاكرة الطفولة التي خلفوها وراءهم قبل عقود طويلة..

 

التي أحبها..  

تبدو مثيرة في صباحاتها الباكرة.. حيث تنثر شمسها ومآذنها الذهبية بهجة على النفوس..

وتمتلئ حدائقها بالضحكات البريئة وهمسات العشاق..

 

التي أحبها..  

تبدو رائعة في مساءاتها الدافئة.. و هي تتسابق مع الفتيات إلى الكورنيش حاملين طعامهم..

سعداء بالجلوس على المقاعد الخشبية المطلة على البحر..

 

التي أحبها..  

تبدو رقيقة في لياليها القمراء.. حيث تتأللأ أنوار المآذن في ظلام السماء اللانهائي..

ويتراقص ضوء الشموع داخل المنازل على أنغام العود وألحان فيروز..

 

التي أحبها..  

تعشقها وهي ثائرة.. حينما يدوي صوتها هادراً كالرعد في وجه الظالمين..

ونار شبابها تحرق آلة الاستبداد.. فتنتصر ولو بعد حين..

 

هذه هي حبيبتي.. أم الشهداء والثكالى..

بكل ما فيها من دموع وآهات.. مقاومة وانتصار..

حبيبتي التي سأظل أحبها.. وأذود عنها وأفديها بروحي ودمي..

التي أحبها من فلسطين

أجل هي امرأة من فلسطين..

فلسطين التي بكاملها أحب..

Leave A Reply

Your email address will not be published.